لا يخلو الحال في ذلك من أن يكون عثمان صادقا فيما قاله لعبد الرحمن أو يكون كاذبا فان قالوا كاذبا فقد قال الله في كتابه (انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله) وكفى بهذا خزيا ومقتا ، وان قالوا كان صادقا فعبد الرحمن كان منافقا بشهادة عثمان عليه وتصديقهم لعثمان بشهادته بذلك والله يقول (ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار) وكفى بهذا خزيا.
وأما أبو عبيدة الجراح فالرواية عن أهل البيت عليهم السلام انه كان أمين القوم الذين تحالفوا في الكعبة الشريفة انه ان مات محمد أو قتل لا يصيروا هذا الامر الى اهل بيته من بعده وكتبوا بينهم صحيفة بذلك ثم جعلوا ابا عبيدة بينهم أمينا على تلك الصحيفة ، وهي الصحيفة التي روت العامة ان أمير المؤمنين عليه السلام دخل على عمر وهو مسجى فقال ما ابالي ان القى بصحيفة هذا المسجى (١) وكان عمر كاتب الصحيفة ، فلما أودعوه الصحيفة خرجوا من الكعبة الشريفة ودخلوا المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه جالسا فنظر الى أبي عبيدة فقال هذا أمين هذه الامة على باطلها يعني امين النفر الذين كتبوا الصحيفة فروت العامة ما يدل على هذا المعنى ان رسول الله (ص) قال أبو عبيدة أمين هذه الامة فقيل لهم ان الامين لا يخلو من أحد الوجهين اما أن يكون أمينا لقوم على وديعة أو معاملة أو توسط أو مشاكل ذلك ، وما أن يكون أمينا عليهم وليس في القوم ثقة وأمين غيره أو يكون فيهم أمين غيره ، فان قلتم ان الصحابة ليس فيهم
__________________
(١) الذي رواه المحب الطبري في الرياض النضرة ج ٢ ص ٧٧ مرسلا عن جعفر بن محمد عن ابيه عليه السلام بلفظ ، قال لما غسل عمر وكفن وحمل على سريره وقف عليه علي عليه السلام فقال والله ما على الارض رجل أحب الي ان القى الله بصحيفة هذا المسجى بالثوب (ثم قال) خرجه في الصفوة وابن السمان في الموافقة وعد صاحب الرياض النضرة وغيره من اوليائه.
(الكاتب)