الا بعد علمهم به ثم شهدو بازالة عمن تبعهم وتمسك بهم وإذا زالت الضلالة عنهم وعمن تبعهم وتمسك بهم كانوا غير مفارقين للهدى وان يكونوا كذلك حتى يكونوا قد حووا جميع العلوم هي خارجة من كل ضلالة ، وإذا كان ذلك كذلك واختلفت الحشوية واهل البيت عليهم السلام في الروايات وتضادا في التحقيقات كان الاتباع لمن شهد الرسول (ص) لهم بازالة الضلالة عن المتمسك بهم اولى واجدر ، وهذه الروايات التي رويناها من مناقبهم وفضائلهم فهو شئ تفردوا بنقله دون مخالفيهم من نقله طرق اهل العلم من اهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، بل هؤلاء قد روا فيهم ضدها وانكروا روايتهم هذه التي تخرصوها فلو انصفونا وجروا معنا في ميدان النظر وحقائق التمييز كانت الحجة عنا ساقطة في جميع ذلك ولما احتججنا الى شرح فسادها واظهار باطلها إذ كانوا نقلوها دون غيرهم ، ولعمري لو اقتصرنا على هذه الحجة لكان فيها كفاية ومقنع ونهاية مع ما قد شرحناه من بدع القوم وتغييرهم وتبديلهم لدين الله عز وجل وحدوده ولعبادته ولكن من مذهبنا الاستقصاء في الشرح والبيان وايضاح للبرهان علينا ولنا (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة) و(الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون) فنقول في ذلك وبالله نهتدي (اما ما رووا) من التقديم لابي بكر في الصلاة فروايتهم في ذلك عن بلال عن عائشة فلو كنا ممن يميل الى ابطال الاحاديث من جهة ناقليها دون شواهد وعلامات لابطالها لكان في ابطال هذا الخبر اوكد مقال وذلك ان الحشوية يزعمون ان الحديث يثبت لهم من جهة ناقليه ويفسد عندهم كذلك من جهة ناقليه على قدر تزكيتهم الناقل وانحرافهم عنه من غير نظر في معانيه ولا طلب لشواهد تصديقه وعلامات باطلة ، وهذه حالة لا يرضاها الا قليل البصيرة ناقص التمييز والمعرفة زائل الفهم ، فاما نحن فلا نعول على ذلك