خيرا منذ فارقناكم فقال له صبي منهم مه يا عمر اتقول هذا وقد رأيت رسول الله وهو الخير كله فأخذ عمر ترابا ووضعه فوق فيه وقال كل الناس أعقل من عمر حتى الصبيان ، فأين السكينة التي تنطق على لسان عمر سبحان الله ما أعظم جهلهم وأبين كذبهم واوضح محالهم.
وأعجب من هذا روايتهم ان الشيطان كان لا يأمر بالمعاصي أيام عمر خوفا ان ينهى عنها فلا يعود فيها احد أو تتخذ سنة فهل يكون في الجهل أفظع من جهل من يستحسن رواية مثل هذا ان يكون الشيطان لم يخف من نهي الله ونهي رسوله (ص) عن المعاصي وهما يناديان في الكتاب والسنة بالنهي عنها والوعيد عليها ويخاف من نهي عمر عنها أتظنون ان احدا لم يزن في عهد عمر ولا شرب خمرا ولا ارتكب شيئا من المعاصي فلم جعل عمر بزعمكم في شرب الخمر الحد ثمانين جلدة وتجاوز فيه حد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الاربعين الى الثمانين فزعم اولياؤه ان الناس كانوا يبالغون في شربها ففعل ذلك عمر ليرتدعوا عنها ، أفترى ان شرب الخمر لم يكن من المعاصي أو لم يكن ذلك من تزيين الشيطان والله عز وجل يقول (انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر) الاية ، فجعل الخمر من حبائل الشيطان فما أقل تمييزهم وفهمهم طهر الله الارض منهم.
واقبح من هذا كله روايتهم لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر ، فتعالى الله جل ذكره عن أفك الافكين والويل لهم ، ان عمر كان رجلا يعبد الاوثان من قبل بعث رسول الله (ص) بسنين كثيرة ويسعى في عداوة رسول الله (ص) ومكروهه وكان يظن الرسول (ص) انه كان جائزا ان يبعثه الله نبيا في تلك الحال وقد علم ذو الفهم ان لا عقل أنقص ولا اقل ولا اوضع من عقل من يعبد غير الله من دون الله سيما من يعبد حجرا منحوتا أو خشبا منجورا.