الله عز وجل ذكره ينزل فيه آية من كتابه يشكر على ذلك كما انزل الله تعالى في اصحاب الاقراص من الشعير الا ان يكون سبيله في ذلك كما قال في (الذين ينفقون اموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله واليوم الاخر) الاية ، وفيما شرحنا مما يدعونه من هذا الباب كفاية لاولي الالباب. واما ما رووا ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزعمهم (اقتدوا باللذين من بعدي ابي بكر وعمر) فهو ظاهر المحال عند ذوي النظر وذلك انا وجدنا روايتهم في مخاصمة ابي بكر وعمر الانصار في وقت البيعة حين أرادت الانصار البيعة لسعد بن عبادة فما وجدناهما قالا شيئا من ذلك ولا ادعياه على الانصار (١) ولو كان هذا صحيحا كما زعم المتخرصون
__________________
ـ الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وهذه جهات لا تدفع ولا تجهل فأين نفقات أبي بكر والشاهد عليها ان كانت صحيحة
(الكاتب)
(١) قال الشيخ الجليل شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي الغروي المتوفى سنة ٤٦٠ في تلخيص الشافي للسيد المرتضى رحمه الله ص ٣٨٩ طبع ايران ما نصه : قوله اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ، لا يصح الاحتجاج به لانه خبر واحد لا يوجب العلم ومسألة الامامة مسألة علمية لا يجوز الرجوع الى مثله فيها وأيضا فانه مطعون على رواية مذكور ذلك في الكتب لانه رواه عبد الملك بن عمير اللخمي وكان فاسقا جريا على الله وهو الذي قتل عبد الله بن يقطر رسول الحسين بن علي عليه السلام الى مسلم ابن عقيل حين رمى به ابن زياد من فوق القصر وبه رمق فأجهز عليه فلما عوتب على ذلك قال انما اردت ان اريحه استهزاء بالقتل وقلة مبالاة وكان يتولى القضاء لبني أمية وكان مروانيا شديد النصب والانحراف عن أهل البيت عليهم السلام ومن هذه صورته لا تقبل روايته ، ولو تجاوزنا ـ