كذبوا ولا محيص لهم عن احد الوجهين وقد شرحنا وبينا وأوضحنا من فساد هذا الخبر الذي زعمه اهل الغفلة أن الرسول (ص) بزعمهم قال (ليؤمكم أعلمكم وأفضلكم) وانه ليس من حكم الرسول (ص) ان يأمر بذلك ما فيه كفاية لاولي الالباب إذا كان الاعلم والافضل من أمة الرسول (ص) أعلم به منهم واعرف. فإذا كان ذلك كذلك وجب ان يختاروا هو لهم الافضل والاعلم فيقيمه عليهم ولا يكلفهم اختيار ما لا تبلغه عقولهم ولا تكمل له افهامهم ولا تتفق عليه آراؤهم ولا تجتمع عليه اهواؤهم إذ جعل الاختيار في ذلك إليهم مع اجماع علماء العامة وفقهائهم على تجويزهم تقديم من غيره أعلم منه وأفضل. ومن أدل الدليل على ابطال هذا الخبر خروجه عن شريعة الاسلام بقصدهم واجماعهم على مخالفة الرسول (ص) عامدين متعمدين وهذا ما لا محيص لهم منه ، والحمد لله رب العالمين على ما من به علينا من هدايته.
واما ما رووا من ان الرسول (ص) قال بزعمهم انى رأيت مكتوبا على ساق العرش لا اله الا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق عمر الفاروق عثمان ذو النورين ، فسبحان الله ما اعظم هذا التخرص وأفظع هذه الرواية واقبحها عبد ذي فهم ان يكون جل اسمه يكتب اسمه واسم رسوله الطاهر المطهر الذي لم يعصه طرفة عين ابدا في دقيقة ولا جليلة على عرشه ويكتب معه اسماء من كانو على عبادة الاوثان والكفر بالرحمن اكثر اعمارهم ، هل هذا الا من تخرص الملحدين وتزيين الشياطين ، والويل كل الويل
__________________
ـ هذه الاوصاف وليس لهم أن يقولوا ان ذلك فيه على سبيل الخشية والاشفاق وذلك ان مفهوم خطابه يقتضى خلاف ذلك ألا ترى انه قال ان ان لي شيطانا يعتريني وهذا قول من قد عرف عادته ولو كان على سبيل الاشفاق والخوف لكان؟ يقول انى لا آمن من كذا وانى لمشفق منه. (الكاتب)