كتاب الله ولكنهما صانا حرمهما في منزلهما واخرجا حرمة رسول الله (ص) وعصيانا في ذلك كله لله ولرسوله (ص) وكانت هي مشاركة لهما فيما استحقاه على ذلك من اليم العقوبة إذ اطاعتهما في معصية الله وهتك سترها الذي اسبله الله عليها ورسوله (ص) فلينظر الناظر بحق في هذا الذي شرحناه وبيناه هل هو من فعل من يجوز أن يشهد له الرسول (ص) بالجنة كلا بلا شهادته لهو بالنار أقرب من شهادته لهم بالجنة عند ذوي الفهم.
وأما سعد بن أبي وقاص فرجل يروي عنه الخاص والعام انه قال سمعت رسول الله (ص) يقول في علي (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) وانه قال سمعت رسول الله (ص) يقول (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهذا وجد عنه في رواية جميع اصحاب الحديث حتى قد اودعوه كتابا لهم يعرف بكتاب السنة ، ثم رووا عنه بعد هذا كله أن عليا عليه السلام دعاه الى نصرته والخروج معه في حروبه فامتنع عليا وقال له ان اعطيتني سيفا يعرف المؤمن من الكافر فيقتل الكافر وينبو عن المؤمن خرجت معك ، وقد جعل اصحاب الحديث من الحشوية هذا من مناقبه في ورعه بزعمهم ، وهذا قول من لا يؤمن بالله ولا برسوله لانه لم يعرف المؤمن بالله ولا برسوله بزعمه فقد شهد انه قد سمع رسول الله (ص) يقول في علي عليه السلام ما قد رواه وليس يخلو حال سعد في خذلانه لعلي عليه السلام بقعوده عنه أن يكون استحق بهذا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اللعنة ولم يتخوف من مخالفته أو ان يكون ظن في نفسه ان دعوة الرسول (ص) غير مستجابة في ذلك ولا موجبة ، ومن ظن هذا وقصد الوجه الاول فقد خرج من كل دين الله جل اسمه ، ولا وجه آخر يتأول في هذا المعنى بعد هذين الوجهين وكذلك ايضا حاله فيما شهد به من قوله انه سمع رسول الله (ص)