فأقول أصحابي أصحابي فيقال انهم لم يزالوا بعدك يرجعون القهقري فأقول بعدا وسحقا فليختاروا الان ما شاؤوا من هذا الذي شرحناه وبيناه بتوفيق الله سبحانه اما تكذيب اسلافهم في نقلهم الخبر (اصحابي كالنجوم) وأما تكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والكفر بالله في الحالين جميعا وايجاب مفارقة مذهبهم.
وكذلك روايتهم (كفروا عن مساوي اصحابي) هل يجوز عندهم أن تكون لاصحابه مساو فان قالوا لا بطل خبرهم ولا فائدة فيه وكان قوله عبثا إذ قال كفوا عن مساويهم ولا مساوي لهم ومن نسب الى رسول الله (ص) العبث كان كافرا بالله ورسوله ، وان قالوا بال كانت لهم مساو قيل لهم فقد بطل عليكم خبركم الاول فيما رويتم انهم كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وكيف يجوز ان تكون بالمساوي هداية أم كيف يجوز ان تكون الهداية مساوي الا ترون الى هذه المحالات التي توردها الحشوية ما اشنعها واقبحها عند أهل النظر والفهم والاجماع منهم واقع على ان سعد بن عبادة كان سيد الانصار ومن جملة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يبلغ لابي بكر ولا لعمر ولا قال بامامتهما بل اظهر الخلاف عليهما والانحراف عنهما فلو اقتدى به مقتد في ترك القول بأمامتهما كان مهتديا فان منعوا ذلك بانت فضيحتهم في خبرهم ، وان اجازوه اباحوا الجحود لامامة أئمتهم وكفى بذلك خزيا.
وأما ما رووا (ان خير أمتي الفرن الذي في عصري ثم الذين يلونهم الى آخره ثم الذين يلونهم الاعصار) (١) فنقول وبالله التوفيق هذا مخالف
__________________
(١) هذا الحديث رواه السيوطي في الجامع الصغير في باب الخاء بوجوه مختلفة تارة بلفظ خير الناس قرني ثم الثاني ثم الثالث ثم يجئ قوم لا خير فيهم ، وقال رواه الطبري في الكبير عن ابن مسعود. وأخرى بلفظ خير الناس قرني الذي انا فيه ثم الذين يلونهم والاخرون اراذل وقال رواه ـ