للحقايق خارج عن العدل والحكمة وذلك ان كان فضلهم من جهة تقديم خلقهم في الازمنة المتقدمة لما بعدها فقد زعموا أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الامم التي مضت قبلها وان محمدا (ص) أفضل الانبياء الذين تقدموا قبل عصره وكان الواجب على طرد هذه العلة أن تكون كل أمه أفضل من التي بعدها فلما أوجبوا ان آخر الامم ممن تقدمه كان لا معنى لهذا الخبر في تفضيل القرن الاول على القرن الثاني من هذه الامة بل يجب في النظر والتمييز ما يلزم من نقل الناس من سيرة من تقدم عصرنا هذا ان يكون من تأخر عنهم أفضل ممن تقدمهم منهم ، وذلك انا وجدنا القرن الذي كانوا في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والقرن الذي كانوا بعدهم والقرن الثالث ممن كانوا في عصر الفراعنة والطواغيت من ملوك بني أمية الذين كانوا يقتلون أهل البيت عليهم السلام ويسبون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ويلعنونه على المنابر وأهل عصرهم من فقهائهم وحكامهم الى غير ذلك منهم لهم متبعون وبأفعالهم مقتدون وبامامتهم قائلون ولهم معينون بوجوه المعونة من حامل سلاح الى حاكم خطيب الى تاجر الى غير ذلك من صنوف الامة واسباب المعونة ، ولسنا نجد في عصرنا هذا من كثير من اهله من ذلك شيبا بل نجد الغالب على عصرنا هذا الرغبة عن ذلك والذم لفاعله والتنزه عن كثير منه الا لمن يظهر لمذهبه بينهم فيجب ان يكونوا في حق النظر افضل من أهل ذلك العصر
__________________
ـ الطبراني والحاكم عن جعدة بن هبيرة وقال حسن (وثالثة) بلفظ خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعدهم قوم يتسنمون ويحبون السمن يعطون الشهادة قبل ان يسألوها ، وقال رواه الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين ، وقال صحيح ، انظر شرح هذا الحديث بوجوهه المختلفة والفاظه المتفاوتة في فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ج ٣ ص ٤٧٩ طبع مصر.
الكاتب