عمل المفسدين ، ولو كان لما ادعوه أصل وصحة لكان الله قد ذكر ذلك في كتابه العزيز ومدحه به بما يزول معه الشك والشبهة كما مدح صاحب اقراص الشعير الذي اطعم المسكين واليتيم والاسير وكان ذلك دون ثمن بئر رومة فلما علم الله ان ذلك اليسير من اقراص الشعير التي اطعم بها المسكين فعلها أمير المؤمنين عليه السلام خالصا لوجه الله انزل فيها سورة مفردة وهي (هل اتى على الانسان) تشهد لهم بالجنة وان ذلك كان منهم لوجه الله خالصا مخلصا فقال عز وجل يحكي ما كان في صدورهم ونياتهم ثنا عليهم (انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) ثم قال (فوقاكم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) ولو كان عثمان ايضا اشترى بئر رومة لوجة الله كما زعم أولياؤه وضمن له (ص) على ذلك الجنة لكان قد ذكر في كتابه العزيز كذكر اقراص الشعير ، وفي هذا كفاية لمن فهم ووقف على تخرصهم وافترائهم وباطل دعواهم.
ومثل روايتهم ان عثمان حمل الى رسول الله (ص) دنانير كثيرة فجعل رسول الله (ص) يقلبها بيده ويقول ما على ابن عثمان ما أتى بعدها وهذا لا يخلو الحال فيه من ان يكون رسول الله (ص) قال ما على ابن عثمان ما أنى بعدها يريد بذلك ما عليه من افعال الخير فهذا لكل انسان وكل ما أتى بشئ من افعال الخير فذلك له لا عليه ، وهذا قول لا فائدة فيه وان قالوا انه اراد الافعال السيئة فقد اوجبوا ان رسول الله (ص) قد أباح لعثمان ما حرمه الله للمسلمين في الشريعة وكفى بهذا لقائله خزيا ، وان قالوا انه انما قال ذلك لانه علم انه لا يأتي بشئ من الافعال السيئة فما فائدة قوله (ما عليه ما أتى بعدها) وهو لا يأتي بشئ من ذلك ، فسبحان الله ما أجهلهم وأقل تمييزهم ومعرفتهم واكثر تخرصهم وافترائهم.
ومن تخرصهم وافترائهم على الله ورسوله (ص) روايتهم ان الرسول (ص) كان يوما جالسا في منزله مكشوف الفخذ واصحابه يدخلون عليه