فلا يغطيها وممن دخل عليه بزعمهم أبو بكر وعمر فلم يغط فخذه فلما دخل عثمان غطاها فقيل له في ذلك فقال ألا استحي ممن تستحي منه الملائكة فما أقل تخوفهم من كذبهم وتخرصهم أو ليس قد رووا ان الرسول (ص) قال الركبة عورة أو قال من العورة فكيف يجوز ان يقول ذلك ثم يدع فخذه مكشوفا بين ايدي الناس وهي فوق الركبة فنسبوا الى الرسول (ص) انه يبدي عورته للناس ، وهذا من افعال الجهلاء والسفهاء دون أفعال الحكماء قبحهم الله وقبح ما يأتون به ، ثم لو صح لهم ذلك لكان فيه هتكهم في ايجابهم تفضيل عثمان على ابي بكر وعمر لانهما دخلا عليه ولم يستحي منهما واستحيى من عثمان فهو إذا أفضل منهما وأجل منزلة وأعظم ، وكذلك دل بقوله ان الملائكة تستحي من عثمان ولا تستحي منهما على انه أفضل منها وأجل وأرفع درجة ففي كثير مما يروونه في تخرصاتهم من الفضائح ما يرغب ذا الفهم عن مجالستهم ومجاورتهم فضلا عن الدخول في مذهبهم ومع ذلك فيقال لهم خبرونا عن الملائكة أي حال أوجبت عليهم ان يستحيوا من عثمان هل جنت الملائكة عليه جناية فهي تستحي مما ارتكبته منه أو هل احسن عثمان على الملائكة أفضل عليهم بنعمة أو بدفع مضرة أو استجلاب منفعة وما شاكل هذا من وجوه الفضل والانعام فاوجبت الملائكة على نفسها بذلك تعظيم عثمان والاستحياء منه اجلالا له لجميل فعله بهم لقد ضلوا ضلالا بعيدا.
ومثل هذا التخرص والافتراء ما رووا ان عمر سراج اهل الجنة في الجنة ، ولم نجد الله عز وجل ذكر في شئ من كتابه انه جعل لاهل الجنة سراجا انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا) فجعل الله رسوله سراجا للمؤمنين في هدايتهم وارشادهم وتعليمهم فان كانوا ارادوا بقولهم في عمر انه سراج اهل الجنة بمعنى ان يعلمهم