ومن غيرهم ان الرسول ـ ص ـ قال ـ اهل الجنة يدخلون الجنة جردا مردا مكحلين ـ فإذا كانوا كذلك فلا كهول هناك ليكونا سيدهم ، ولو كان هناك ايضا كهول كما زعموا في تخرصهم هل كانت امامة أبي بكر وعمر ورياستهما على الكهول دون الشبان والمشايخ أو كانت على الجميع ، فان قالوا انها كانت على الكهول دون غيرهم بانت فضيحتهم ، وان قالوا على الجميع ، قيل لهم فالسيد في كلام العرب هو الرئيس وليس رياسة أجل وهما سيدا الجميع فلا فائدة في قول الرسول (ص) هما سيدا كهول أهل الجنة ، ولعمري لو كان ذلك منه صحيحا بخستهما حقهما إذ قال هما سيدا الكهول ، فالمشايخ والشبان بزعمهم خارجون ، فهذا ما لا يشتغل به ذو فهم.
واما ما احتجوا به في فضل أبي بكر وعلمه من روايتهم عن الرسول
__________________
ـ الجنة من شباب الدنيا كما قلنا في قوله سيدا كهول اهل الجنة (قلنا) المناقضة بن الخبرين بعد ثابتة لانه إذا اراد انهما سيدا كل شباب في الدنيا من أهل الجنة فقد عم بذلك جميع من كان في الدنيا من اهل الجنة من الشباب والكهول والشيوخ لان الكل كانوا شبابا فقد تناولهم القول في غيرهما أنهما سيدا كهول اهل الجنة فقد جعلهما بهذا القول سيدين لمن جعلهما بالقول الاول سيديهما لان ابا بكر وعمر إذا كانا شابين فقد دخلا فيمن يسودهما الحسن والحسين عليهما السلام بالخبر المروي والحسن والحسين (ع) إذا بلغا سن التكهل فقد دخلا فيم يسودهما أبو بكر وعمر بالخبر وإذا كانت هذه صورة الخبرين وجب العمل على الظاهر وفي الرواية المتفق عليها واطراح الاخر وذلك موجب لفضل الحسن والحسين عليهما السلام وأبيهما صلوات الله عليه على جميع الخلق.
الكاتب