ـ اقتدوا بالذين من بعدي ـ مع ذلك ساقطة إذ كان قد امرنا بالاقتداء بغيرهما ايضا كذلك ، ونحن نذكر فساد خبر ـ اصحابي كالنجوم ـ في موضعه ان شاء الله وبالله التوفيق.
وأما ما رووا من أنهما سيدا كهول اهل الجنة فقد رووا حديثا آخر ابطلوا به هذه الرواية عند من فهم (١) وذلك انهم رووا باجماع منهم
__________________
(١) قال شيخ الطائفة الشيخ الجليل الفقيه محمد بن الحسن الطوسي الغروي رحمه الله في تلخيص الشافي ص ٤٢٩ ما نصه : اما الخبر الذي يتضمن أنهما سيدا كهول أهل الجنة ، فمن تأمل أصل هذا الخبر بعين انصاف علم انه موضوع في ايام بني أمية معارضة لما روى من قوله ـ ص ـ في الحسن والحسين عليهما السلام أنهما سيدا شباب اهل الجنة وابوهما خير منهما ، وهذا الخبر الذي ادعوه يروونه عن عبيد الله بن عمر وحال عبيد الله في الانحراف عن اهل البيت عليهم السلام معروف وهو ايضا كالجار الى نفسه ، على انه لا يخلوا من أن يريد بقوله سيدا كهول أهل الجنة انهما سيدا كهول من هو في الجنة أو يراد أنهما سيدا من يدخل الجنة من كهول الدنيا ، فان كان الاول فذلك باطل لان رسول الله ص قد وقفنا واجمعت الامة على ان جميع اهل الجنة جرد مرد وانه لا يدخلها كهل وان كان الثاني فذلك دافع ومناقض للحديث المجمع على روايته من قوله ـ ص ـ في الحسن والحسين عليهما السلام انهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما لان هذا الخبر يقتضي أنهما سيدا كل من يدخل الجنة إذ كان لا يدخلها الا شباب فأبو بكر وعمر وكل كهل في الدنيا داخلون في جملة من يكونان عليهما السلام سيديه والخبر الذي رووه يقتضي ان ابا بكر وعمر سيداهما من حيث كانا سيدي الكهول في الدنيا وهما عليهما السلام من جملة من كان كهلا في الدنيا (فان قيل) لم يرد بقوله (ص) سيدا شباب أهل الجنة ما ظننتم وانما اراد انهما سيدا من يدخل ـ