لمن استجاز مثل هذا الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما رووا من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال بزعمهم يوم بدر بد لو نزلنا علينا العزاب ما نجا الا ابن الخطاب ، فما عند ذوي الفهم أجهل وأضل وأعمى قلبا ممن استجاز رواية هذا واستحسن نقله منهم إذ لو كان ذلك لاوجب هلاك الرسول (ص) بالعدا ونجاة ابن الخطاب الذي كان يقول (لولا علي لهلك عمر) (ولو لا معاذ لهلك عمر) فكيف يسلم من الهلكة من كان بزعمهم لا يسلم من الهلاك دونه ، ومع هذا فمن قولهم المنكوس ان ابا بكر افضل من عمر وقد اوجبوا اهلاكه لو نزل العذاب ونجاة عمر ، فالذي كان ينجو ويسلم من العذاب لو نزل يجب أن يكون أفضل ممن كان يهلك به ، وهذا الخبر يوجب أن عمر أفضل من الرسول (ص) وأبي بكر وجميع الخلق فلما كان اولياؤهما مخالفين لهم في تفضيل أبي بكر عليه كانوا قد صرحوا بتكذيب علمائهم المتخرصين لهم هذا الخبر وما يشاكله من اخبار الملحدين ، ولا يبعد الله الا من ظلم وقال ما لا يعلم ومثله في ظاهر الحال وفظيع المقال ما رووا ان الرسول (ص) قال بزعمهم (ما أبطأ عني الوحي الا ظننته سينزل على عمر) فهل رووا أو سمعوا أن الله عز وجل عزل نبيا من انبيائه عن نبوته أو رسولا عن رسالته ام هل يجوز ان يجعل الله عبدا من عباده نبيا بعد عبادة الاوثان وسجوده من دون الله للاصنام اكثر عمره. وهل كان يبلغ من جهل الرسول (ص) بنفسه ما كان يتوقع من العزل من الله عن النبوة وتصيره عبدة الاصنام انبياء ورسلا اشهد ان قائل هذا ومعتقده ومستحسن روايته كافر بالله وخارج من كل دين ومستحق لاليم عذاب الله.
ومثله في الكذب الواضح ما رووا ان الشيطان كان يهاب من عمر ويهرب منه ويخاف من حسه (١) وفي زمان عبادته وعكوفه على الاوثان
__________________
(١) روى هذا الحديث وامثاله المحب الطبري في الرياض النضرة ـ