يقول (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار) لا يخلو في ذلك من ان يكون كذب على الرسول (ص) وقد قال رسول الله ـ ص ـ من كذب على عامدا متعمدا فليتبؤ مقعده من النار ، ان يكون الراوون عن سعد هذا الخبر كذبوا على سعد فان اقروا بالكذب على سعد لزمهم ايضا تكذيبهم فيما رووا عن الرسول ـ ص ـ من الشهادة للعشرة بالجنة وفي غيره من جيمع رواياتهم حتى لا يصححوا عن سلفهم شيئا من الرواية ، وكفى بهذا خزيا عند من فهم أو ان يكون سعد لم يصدق رسول الله ـ ص ـ فيما قاله من ذلك ومن لم يصدق رسول الله ـ ص ـ في اخباره كفره بغير خلاف أو ان يكون سعد سمع بذلك وتيقنه انه كما قال الرسول ـ ص ـ فتهاون بالحق وعانده ومن تهاون بالحق وعانده فقد كفره الحق ومن كره الحق كان ممن قال الله فيه ـ ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط أعمالهم ـ لان جميع ما انزل الله في كتابه وبعث به رسوله فهو الحق لقوله ـ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ـ وقوله ـ وبالحق انزلناه وبالحق نزل وقوله ـ انا ارسلناه بالحق بشيرا ونذيرا ـ ومن كان هذه صفته كان الى صفات الكفر أقرب منه الى صفات الايمان وكانت الشهادة له بالنار احرى من الشهادة له بالجنة.
وأما سعيد فانه مات ولم تكن العداوة منه قد ظهرت لامير المؤمنين عليه السلام وأهل بيت الرسول عليهم السلام بعناد ظاهر الا انه قد روي عن طريق أهل البيت عليهم السلام انه كان من اصحات العقبة الذين جلسوا لرسول الله ـ ص ـ لينفروا به ناقته في عقبة هو شى فان كان ما رووا من من ذلك حقا فكفى به خزيا ومقتا وان كان باطلا فسبيله كسبيل غيره من المسلمين ان كان قد عمل خيرا فخير وان كان عمل شرا فجزاؤه جهنم
واما عبد الرحمن بن عوف الزهري فرجل قد أجمع الخاص والعام انه كان أحد الستة الذين جعل عمر الشورى بينهم وفي وقت وفاته قال للخمسة