من بعد قوم اسلموا منهم أمير المؤمنين علي عليه السلام وجعفر أخوه وخديجة بنت خويلد وزيد بن حارثة فلو كان هذا نزل في أول من صدق برسول الله (ص) لكان اول مصدق به قبل أبي بكر أحق بهذا الاسم ولكنا نقول ان هذا مقصود به كل مصدق به تقدم أو تأخل وليس لاحد في هذا خاصة فضيلة دون غيره من المصدقين برسول الله (ص) فيما جاء به من عند الله جل اسمه وانما اخبر الله سبحانه ان الرسول (ص) قد جاءهم بالصدق ثم قال فمن صدق به فهم المتقون ، ألا تسمع قوله الموافق قولنا حيث يقول (والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون) وهذا حال يوجبه النظر لمن تقدم وتأخر من جميع المصدقين فان كان أبو بكر ممن صدق فهو واحد من الصديقين.
وأما دعواهم ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سماه صديقا فما وجدنا في شئ من الاخبار ان ابا بكر ادعاه لنفسه وانما هو شئ تخرصه اولياؤه ممن اراد تزيين امره من بعده وتعظيمه في قلوب العامة (١) فلو كان هذا كما وصفوا لكان أبو بكر ادعاه لنفسه وقاله في المواطن التي كان يؤدى فيها
__________________
(١) قال شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله في تلخيص الشافي ص ٤٣٤ أما ادعاؤهم انه عليه السلام كان يسميه صديقا فدون صحته خرط الفتاد وليس يقدر أحد على ان يروي عنه عليه السلام في ذلك خبرا معروفا وانما معولهم على الشهرة والظهور وليس في ذلك دلالة على الصحة لانه قد يتقرب الى ولاة الامر وملاك الحل والعقد في الالقاب والسمات والصفات وغير ذلك ما يبلغ من الشهرة أقصاها وينتهي الى ان يغلب على الاسماء والكنى ولا يقع التعريف الا به ومع ذلك فلا يكون صادرا عن حجة ولا منبئا عن صحة ولو قيل لمدعي ذلك أشر الى الحال التي لقبه فيها النبي عليه السلام بالصديق والمقام الذي قام بذلك لعجز عن ايراد شئ مقنع
(الكاتب)