(إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه ولا خامس لها :
الحرص الحسد الغضب الشهوة وهذه الصفات كلها منفية عن الامام عليه السلام فلا يجوز ان يكون حريصا على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه فهو خازن اموال المسلمين فعلى ماذا يحرص؟! ولا يجوز ان يكون حسودا لان الانسان انما يحسد من فوقه وليس فوقه أحد فكيف يحسد من دونه ولا يجوز أن يغضب لشئ من أمور الدنيا الا ان يكون غضبه لله عزوجل قد فرض عليه اقامة حدوده ولا يجوز ان يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة لان الله حبب إليه الاخرة كما حبب الينا الدنيا فهو ينظر الى الاخرة كما ننظر الى الدنيا. فهل رأيت احدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح وطعاما طيبا لطعام مر وثيابا لينة لثوب خشن ونعمة دانية باقية لدنيا (زائلة فانية) (١).
واثبت العلامة الحلي خمسة أدلة في ذلك ايضا وهي :
١ ـ ان الامام لو لم يكن معصوما لزم التسلسل.
٢ ـ ان الامام عليه السلام حافظ للشرع فيجب ان يكون معصوما.
٣ ـ انه لو وقع منه الخطأ لوجب الانكار عليه وذلك يضاد أمر الطاعة له بقوله تعالى : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) كما سيأتي بيان الآية.
٤ ـ لو وقع منه العصمة لزم نقض الغرض من نصب الامام.
٥ ـ انه لو وقع منه المعصية لزم أن يكون أقل درجة من العوام لان
_________________
(١) عقيدة الشيعة ص ٣١٧.