وقد حدّثني صدقة بن عتيبة (١) عن عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه ، عن جدّه أبي مغيث ، قال : كنت فيمن حضر أهل النّجير فصالح الأشعث زيادا على أن يؤمن من أهل النّجير سبعين رجلا ففعل ، فنزل سبعون ونزل معهم الأشعث ، فكانوا أحدا وسبعين ، فقال له زياد : أقتلك ، لم يكن لك أمان ، فقال الأشعث : تؤمنني على أن أقدم على أبي بكر فيرى فيّ رأيه ، فأمنه على ذلك. وقيل إن السبعين نزلوا واحدا واحدا فلما بقي هو قام إليه رجل واحد فقال : أنا معك ، قال : إن الشرط سبعون ولكن كن فيهم ، وأنا أتخلف فآثر بالحياة وتخلف هو فيمن تخلف أسيرا فالله أعلم (٢).
قال : وأنا محمد بن عمر ، حدّثني الزبير بن موسى بن عبد الله بن أبي أميّة ، عن عمّه مصعب بن عبد الله بن أبي أمية قال : أمّن زياد بن لبيد الأشعث بن قيس على أن يبعث به وبأهله وماله إلى أبي بكر فيحكم فيه بما يرى ، وفتح له النّجير فأخرجوا المقاتلة وهم كثير ، فعمد زياد إلى أشرافهم سبعمائة رجل فضرب أعناقهم على دم واحد ، ولام القوم الأشعث ، فقالوا لزياد : غدر بنا الأشعث وأخذ الأمان لنفسه وماله وأهله ولم يأخذه لنا جميعا ، فنزلنا ونحن آمنون فقتلنا ، فقال زياد : ما أمنتكم ؛ قالوا : صدقت ، خدعنا الأشعث.
قال : وأنا محمّد بن عمر ، نا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين قال : بعث زياد بن لبيد بالسبي مع نهيك بن أوس بن حزمة (٣) الأشهلي إلى أبي بكر ، وبعث معه بثمانين من بني قتيرة ، وبعث بالأشعث معهم في وثاق.
قال : وحدّثني خالد بن القاسم ، عن أبيه ، عن عبد الرّحمن بن الحويرث بن نقيد ، قال :
رأيت الأشعث بن قيس يوم قدم به المدينة في حديد مجموعة يداه إلى عنقه ، بعث به زياد بن لبيد والمهاجر بن [أبي](٤) أمية إلى أبي بكر ، وكتبا إليه : إنّا لم نؤمنه إلّا على حكمك ، وقد بعثنا به في وثاق وبأهله وماله الذي خفّ حمله معه فيرى في ذلك رأيك.
__________________
(١) في بغية الطلب : عتبة.
(٢) قال الواقدي : والقول الأول أثبت ، (ابن حبيش ١ / ١٣٨).
(٣) في غزوات ابن حبيش : «خزيمة» وفي بغية الطلب : حرمة.
(٤) سقطت من الأصل ومن م.