قال : فبينا إمام في قصر بني نمير بواسط وقد أمطرت السماء ، وقد خرج الحجاج يسير وعليه منظر يجعل يأمر بإصلاح الطريق حتى انتهى إلى قصر بني نمير ، فرأى إمام فعرفه فالتفت إلى عنبسة بن سعيد فقال : أعيناي أشبه بعيني بنت إمام عينا هذا؟ قال : بل غير هذا أصلحك الله ، قال : فذهب إمام يعتذر ، فقال له الحجاج : لا بأس عليك وكفّ عنه وزاده في عطائه ، وقال : أنشدني قولك في أبان وأنشده :
تركت أبان نائما وتمطرت |
|
بسرحي سول كالعقاب ذنوب |
وما كنت جثاما إذا الأمر ثابني |
|
خشوعا لريب الدهر حين ينوب |
ولا ضاق ذرعي يا أبان بسخطكم |
|
ولكنني في الحادثات صليب |
نزوط لدار الضيم والخسف مجهز |
|
يصير بفعل المكرمات طبيب |
إذا سامني السلطان والخسف مجهز |
|
يصير بفعل المكرمات طبيب |
إذا سامني السلطان حسا أتيته |
|
ولم أعط ضيما ما أقام عسيب |
وعندي عتاد الحادثات طمرة |
|
وأبيض من ماء الحديد سنيب |
وموضونة دعف دلاص كأنها |
|
غدير زهته شمال وجنوب |
وماء جعير من سلاحهم صبعة |
|
وملق هتوف ما نوال نخوب |
وأسمر عراص كأن نشابه |
|
شهاب جلت عنه دجى وعيوب |
وقلب حمي في الحروب مصنع |
|
إذا رجعت حوب الحروب قلوب |
وعلم بأن الموت للناس غاية |
|
يصير إليها صارم وهيوب |
وإنّ امرأ يخشى الردى ليس |
|
ناجيا ولا مفلتا مما يزيد شعوب |
٨٠٤ ـ أماجور (١)
ويقال أياجور ، ولي إمرة دمشق في أيام المعتمد على الله.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، حدّثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المزني ، قال : سمعت القاسم بن أحمد المعروف بابن كراد يقول : ولي أماجور دمشق سنة ست وخمسين ومائتين ، ومات سنة أربع وستين ومائتين.
قال أبو الحسين : وحدّثني أبو [الميمون](٢) عبد الرّحمن بن عبد الله بن راشد الدّمشقي المحدّث قال : رأيت أماجور وكان أميرا مهابا ضابطا لعمله حشما شجاعا لا يقطع
__________________
(١) ترجمته في الوافيات بالوفيات ٩ / ٣٧٥.
(٢) زيادة عن م.