نارا ، ولا يكفر أحدا من أهل التوحيد وإن عملوا بالكبائر ، والكفّ عن مساوئ أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان.
قال محمد بن عكاشة : فوقفت على علي وعثمان كأني هبت النبي صلىاللهعليهوسلم أن أفضل عثمان على علي فقلت في نفسي علي ابن عمه وختنه ، فتبسم النبي صلىاللهعليهوسلم كأنه قد علم ، فقال : «عثمان ثم علي» ، ثم قال : «هذه السّنّة فتمسك بها» ، وضم أصابعه وعقد على ثلاثة وتسعين ، وحوّل الإبهام وعطفها على أصابعه.
قال محمد بن عكاشة : فعرضت هذه الأصول عليه ثلاث ليال كل ليلة أقف على عثمان وعلي فتبسم صلىاللهعليهوسلم عند قولي كأنه قد علم ، ثم يقول : «عثمان ثم علي» ، فكنت أعرض عليه هذه الأصول وعيناه تهطلان ، قال : فلما قلت والكف عن مساوئ أصحابك انتحب حتى علا صوته. قال ابن عكّاشة : ووجدت حلاوة في [فمي](١) وقلبي ، فمكثت ثمانية أيام لا آكل طعاما حتى ضعفت عن صلاة الفريضة ، فلما أكلت ذهبت عني تلك الحلاوة ، ولم يقع إليّ ذكر أمية هذا إلّا من طريق ابن عكّاشة من هذين الوجهين.
ورواه أحمد بن إسحاق السّكّري عن ابن عكّاشة فقال : منبّه بن عثمان بدل أمية ، وهذا الصواب.
آخر الجزء السابع بعد المائة.
٨١٧ ـ أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص
ابن سعيد بن العاص بن أمية
ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي
والد إسماعيل بن أمية كان بالشام عند قتل أبيه (٢) وبعد ذلك ، وكان عند عمر بن عبد العزيز ، وسكن مكة.
وحدّث عن أبيه.
روى عنه ابنه إسماعيل.
أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي ، حدثنا أبو علي الأهوازي ـ سنة خمس وأربعين
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها كلمة صح.
(٢) يريد عمرو بن سعيد الأشدق ، وقد قتله عبد الملك بن مروان بدمشق سنة ٧٠.