ذا لديكما ، لا بريء فأعتذر ولا ذو عشيرة فأنتصر. قال : فأقبل الطائر فوقع على صدره فنقر صدره نقرة شقه فأخرج قلبه فشقه قال : فقال له الطائر الأعلى : أوعى؟ قال : وعا. قال : قبل؟ قال : أبى قال فردّه ثم طار فأتبعهما أميّة طرفه ، فقال : لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما ، محفود بالنعم مخصود بالدم. قال فأقبل الطير فوقع على بطنه قال : فنقر صدره نقرة شقه ثم أخرج قلبه فشقه قال : فقال الطائر الأعلى : أوعى؟ قال : وعا. قال : فأقبل؟ قال : فأبى قال : فردّه ثم طار فأتبعهما أمية بصره ، فقال : لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما :
إن تغفر اللهم تغفر جمّا |
|
وأي عبد لك إلّا ألمّا |
فاستوى السقف واستوى أمية جالسا فقالت أخته : يا أخي هل تجد شيئا قال : لا إلّا حرّا في صدري ، قال : وجعل يمسح بيده صدره وأنشأ يقول :
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي |
|
في قنان الجبال أرعى الوعولا |
فاجعل الموت نصب عينيك واحذر |
|
غولة الدّهر إنّ للدهر (١) غولا |
نائلا طرفها (٢) القساور والصد |
|
عان والطفل في المنار الشكيلا |
وبغاث النياف اليعفر النا |
|
فر والعوهج التوأم الضئيلا |
قال : ثم خرج من عندها حتى إذا كان بين بيتها وبين بيته أدركه الموت ، قال : ففيه أنزل الله عزوجل : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها).
القساور : الأسد ، الواحد قسورة ، والصدعان : ثيران الوحش الواحد صدع ، والطفل الشكيل من الشكلة ، وهي حمرة في العين ، والبغاث : الرخم واحدها بغاثة ، والنياف : الجبال ، واليعفر : الظبي ، والعوهج : ولد النعامة [٢٣٧٧].
٨١٢ ـ أمية بن أبي عائذ العمري ثم الهذلي (٣)
من أهل الحجاز شاعر من مدّاحي بني أمية له في عبد الملك وعبد العزيز (٤) ابني مروان مدائح ، ووفد على عبد العزيز وله فيه قصيدة حسنة أولها (٥) :
__________________
(١) عن الديوان ٤٥١ والأغاني وبالأصل «الدهر».
(٢) البداية والنهاية : ظفرها.
(٣) الوافي بالوفيات ٩ / ٤٠٠ والأغاني ٢٠ / ١١٥ شرح أشعار الهذليين السكري ٢ / ٤٨٧.
(٤) يعني إلى مصر.
(٥) القصيدة في شرح أشعار الهذليين ٢ / ٥١٥ من واحد وخمسين بيتا.