الجلادين ، فأتي بالجلادين فضربه أربع مائة (١) سوط ، ثم أمر بحبسه ، فلمّا كان الغبد دعا به فضربه أربع مائة سوط أخر ، ثم قطع يده ، فلما أن كان في اليوم الثالث قطع رجليه ، فلما أن كان في اليوم الرابع قطع عنقه وصلبه ، ثم دعا بذلك الجندي من الحبس فضربه مائة عصاة وأسقط اسمه ، وقال : أنت ليس فيك خير لنفسك حيث رأيت أعرابيا واحدا ليس معه أحد ولا غلمان ولا أصحاب استخذيت له وخضعت له حتى فعل بسبالك ما فعل كيف يكون لي فيك خير إذا احتجت إليك ، وطرده.
قرأت بخط أبي أحمد بن علي بن جعفر الواصلي الحلبي ، سمعت أبا يعقوب الأذرعي يقول : لما بنى ماجور (٢) الفندق الذي في الخوّاصين بدمشق كتب على بابه : مائة سنة وسنة قال الشيخ فما عاش بعد أن كتب ذلك إلّا مائة يوم ويوم.
قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي محمد التميمي ، أنا مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر (٣) ، قال : وفيها يعني سنة أربع وستين ومائتين مات أماجور أمير دمشق.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وحدّثني أبو البركات الفقيه عنه ، أنا رشأ بن نظيف المقرئ ـ إجازة ـ أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني ، أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي ، حدّثنا أبو الحسن بن قريش أبو علي المحاملي الحرّاني ـ بدمشق ـ قال : رأيت أماجور الأمير في النوم فقلت له : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي ، قال : قلت لما ذا؟ فقال : بضبطي طريق المسلمين وطريق الحجّاج.
٨٠٥ ـ أمد بن أبد الحضرمي اليماني
أحد المعمّرين ، استقدمه معاوية بن أبي سفيان.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنا أبو منصور محمد بن علي بن إسحاق الكاتب ، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد
__________________
(١) في الوافي : ألف سوط.
(٢) كذا بالأصل وم هنا بدون ألف.
(٣) بالأصل «زبير» خطأ ، والصواب عن م ، وقد تقدم.