لا إله](١) إلّا هو» قال : فإنّي أريد أن أكلمك ، تعدني غدا؟ قال : فموعدك غدا ، [قال](٢) : فتحب أن آتيك وحدي أو في جماعة من أصحابي ، وتأتي وحدك أو في جماعة من أصحابك؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أيّ ذلك شئت» قال : فإني آتيك في جماعة فأت في جماعة. قال : فلمّا كان الغد غدا أمية في جماعة من قريش ، قال : وغدا رسول الله صلىاللهعليهوسلم معه نفر من أصحابه حتى جلسوا في ظلّ البيت قال فبدأ أمية فخطب ، ثم سجع ثم أنشد الشعر حتى إذا فرغ قال : أجبني يا ابن عبد المطلب قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) حتى إذا فرغ منها وثب أميّة يجرر رجليه ، قال : فتبعته قريش تقول : ما يقول يا أميّة ، قال : أشهد أنّه على الحق ، قالوا : فهل تتبعه؟ قال : حتى أنظر في أمره ، قال : ثم خرج أمية إلى الشام حتى نزل بدرا ، قال : ثم ترحّل يريد رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : فقال قائل : يا أبا الصلت ما تريد؟ قال : أريد محمدا (٣) ، قال : وما تصنع؟ قال : أؤمن به وألقي إليه مقاليد هذا الأمر ، وقال : تدري من في القليب؟ قال : لا ، قال : فيه عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وهما ابنا خالك وأمه رقيقة (٤) بنت عبد شمس. [قال : فجدع أنف](٥) ناقته وقطع ذنبها ، ثم وقف على القليب يقول :
ما ذا ببدر فالعقن |
|
قل من مرازبة جحاجح (٦) |
قال : فرجع إلى مكة وترك الإسلام ، فخرج حتى قدم الطائف فقدم على أخته فوجدها تجلي أدما لها ، قال : فقال : دعيني حتى أنام قال : فوضع رأسه ، قالت أخته إلى أن شقت ناحية من سقف البيت فإذا طائران أبيضان فوقع أحدهما على الشق ووقع أحدهما على بطن أمية فنقر صدره نقرة شقه فأخرج قلبه ثم شق قلبه فقال له الطائر الأعلى : أوعى قال : وعا. قال : قبل؟ قال : أبى ، قال : ثم ردّ قلبه وطار. قال : فأتبعهما بصره فقال : لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما ، لا مال يغنيني ولا عشيرة تحميني. قال : فأقبل الطير حتى وقع على بطنه فنقر صدره فأخرج قلبه ثم شق عليه فقال الطائر الأعلى أوعى؟ قال : وعا. قال : قبل؟ قال : أبى. قال : فردّه ثم طار ، فأتبعهما أمية بصره ، فقال : لبيكما لبيكما ها أنا
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن البداية والنهاية سقط من الأصل وم.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن البداية والنهاية سقط من الأصل وم.
(٣) في البداية والنهاية : ربيعة.
(٤) في البداية والنهاية : ربيعة.
(٥) الزيادة عن م مختصر ابن منظور ٥ / ٥٣ ، وفي البداية والنهاية : «أذني ناقته».
(٦) ديوانه ص ٣٤٦ وطبقات ابن سلّام ص ١٠١ وسيرة ابن هشام ٣ / ٣١.