الخطيب (١) ، أخبرني الحسن بن محمد الخلّال ، أنا أحمد بن محمد بن عمران ، حدّثني خالي إبراهيم بن أحمد ـ يعني ابن إسحاق بن إبراهيم المخزومي (٢) ـ حدّثنا أحمد بن فرج المقرئ ، حدّثني يعقوب بن السكيت ، قال : كان أمية بن أبي الصلت بسرف (٣) قال : فجاء غراب فنعب نعبة فقال له أمية :
بفيك التراب ، ثم نعب نعبة أخرى [فقال](٤) : بفيك التراب ، ثم أقبل على أصحابه فقال : ما تدرون ما قال هذا الغراب؟ يزعم أني أشرب هذا الكأس ، ثم أتّكئ فأموت ، ثم نعب نعبة أخرى فقال : وآية ذلك أنّي أقع على هذه المزبلة فأبتلع عظما ، ثم أقع فأموت.
قال : فوقع الغراب على المزبلة فابتلع عظما فمات ، فقال أمية : أمّا هذا قد صدقني عن نفسه ، ولكن لأنظرن أيصدقني عن نفسي ، قال : فشرب الكأس ثم اتّكأ فمات.
أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا عبد الوهاب بن جعفر ، أنا أبو سليمان بن زبر (٥) ، أنا أبي ، أنا أحمد بن محمد بن نصر ، حدثني يحيى بن خالد بن يحيى بن أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة ، عن أبيه ، عن الأعرج الزهري ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الجمحي ، عن ابن شهاب قال : قال أمية بن أبي الصّلت :
ألا رسول لنا منّا يخبّرنا |
|
ما بعد غايتنا من رأس مجرانا؟ (٦) |
قال : ثم خرج أمية إلى البحرين ونبّئ رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأقام أمية بالبحرين ثماني سنين ثم قدم الطائف فقال لهم : ما يقول محمد بن عبد الله؟ قالوا : يزعم أنه نبي فهو الذي كنت تتمنى قال : فخرج حتى قدم عليه بمكة ، قال : فلقي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا ابن عبد المطلب ما هذا الذي تقول؟ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أقول إنّي رسول الله ، [وأن الله
__________________
(١) تاريخ بغداد ٦ / ١٦ في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم.
(٢) كذا بالأصل وفي تاريخ بغداد : المخرمي.
(٣) كذا بالأصل ، وفي تاريخ بغداد : «يشرب»!؟ وسرف : بفتح أوله وكسر ثانيه موضع على ستة أميال من مكة.
(٤) زيادة عن تاريخ بغداد.
(٥) بالأصل «زيد» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٤٠.
(٦) ديوانه ص ٥١٦ والبداية والنهاية ٢ / ٢٨٥ والأغاني ٤ / ١٢٩ برواية :
ألا نبي لنا منا فيخبرنا |
|
ما بعد غايتنا من رأس محيانا |