وأربعمائة ـ حدثنا تمام بن محمد الرّازي ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي ، أنا أبو عمرو مقدام بن داود ـ بمصر ـ حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : كنا بخناصرة وثم أمية بن عمرو بن سعيد ، وعراك بن مالك ، وعمر بن عبد العزيز فقال عمر بن عبد العزيز : ما أحد أكرم على الله من كريم بني آدم. وهذا مختصر من حكاية أطول من هذا.
أخبرنا بها أبو عبد الله بن البنّا ـ إجازة ، إن لم أكن سمعتها منه ـ أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي (١) ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ أنا أبو القاسم بن حبابة ـ سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ـ.
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدثنا محمد بن بكّار بن ريان ـ أبو عبد الله ، قراءة من كتابه ـ أنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب ، قال : كنا بخناصرة في مجلس فيه أمية بن عمرو بن سعيد ، وعراك بن مالك ، وعمر بن عبد العزيز : فقال عمر بن عبد العزيز ما أحد أكرم على الله عزوجل ، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(٢) وقال أمية بن عمرو مثل قول عمر بن عبد العزيز.
فقال عراك بن مالك : ما أحد أكرم على الله من ملائكته ، هم خدمة داريه ورسله إلى أنبيائه ، وما خدع إبليس آدم إلّا أنه قال : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ)(٣) قال : فقال عمر بن عبد العزيز : ما رأيك يا أبا حمزة ـ يعني محمد بن كعب ـ فيما امترينا فيه؟ قال : قلت : قد أكرم الله آدم خلقه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأمر الملائكة أن يسجدوا له ، وجعل من ذرّيته من تزوره الملائكة ، وجعل من ذرّيته الأنبياء والرسل وأما قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) فهذا للخلائق كلّهم قال الله تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً
__________________
(١) بالأصل «المخبري» والصواب عن الأنساب ، وهذه النسبة بفتح الميم والباء وسكون الخاء نسبة إلى المخبز ، وهو موضع يخبز فيه الرغفان ، وإلى الساعة موضع ببغداد داخل دار الخليفة يقال له المخبز ، ترجم له ولأخيه عبد الوهاب (السمعاني).
(٢) سورة البينة ، الآية : ٧.
(٣) سورة الأعراف ، الآية : ٢٠ ـ ٢١.