وبقوله :
٤١ ـ لما عصى أصحابه مصعبا |
|
أدّى إليه الكيل صاعا بصاع (١) |
ويجوز التأويل بربّ الجزاء ، وأصحاب العصيان ، وبقوله :
٤٢ ـ ألا ليت شعري هل يلومنّ قومه |
|
زهيرا على ما جرّ من كل جانب (٢) |
والأولى تجويز ما ذهبا إليه ، لكن على قلّة ، وليس للبصرية منعه مع قولهم في باب التنازع بما قالوا. (٣)
وكذا نقول : يحسن : أعطيت درهمه زيدا ، لأن مرتبة المفعول الأولى قبل الثاني ، وإن تأخر عنه لكونه فاعلا معنى ، كما يجيء في باب مفعول ما لم يسمّ فاعله.
ويقل نحو : أعطيت صاحبه الدرهم ، قلّة : ضرب غلامه زيدا. وكذا إذا كان للفعل مفعول يتعدى إليه الفعل بنفسه ، فمرتبته أقدم مما يتعدى إليه الفعل بحرف الجر ، ظاهرا ، نحو : قتلت بأخيه زيدا ، أو مقدرا ، نحو : اخترت قومه زيدا ، أي من قومه.
فمن ثمّ حسن رجوع الضمير إلى المتأخر في المسألتين.
__________________
(١) البيت من قصيدة في المفضليات للسفاح بن بكير يرثي بها يحيى بن شداد من بني يربوع ، ومصعب هو مصعب بن الزبير. ومعنى أدى إليه الكيل صاعا بصاع أنه كافأه بفعله : احسانا بإحسان واساءة بإساءة.
(٢) من شعر أبي جندب بن مرة القروي ـ شاهر جاهلي ـ يذكرون أنه كان مريضا وكان له جار. قتله زهير اللحياني من بني لحيان وقتل امرأته فلما أبلّ جندب من مرضه استعان باخوان له واغار على بني لحيان وقتل منهم وسبى من نسائهم وذراريهم وباع سبيه في قبيلتي لخم وغالب ، وقال هذا الشعر. وبعده :
بكفّي زهير عصبة العرج منهم |
|
ومن بيع في الركبين لخم وغالب. |
(٣) سيأتي في باب التنازع قول البصريين بعود الضمير على المتأخر لفظا ورتبة.