هو مفعول مع قيد مضمونه ، إذ المجيء في جاءني زيد راكبا : فعل مع قيد الركوب الذي هو مضمون راكبا ، ويقال للمستثنى : هو المفعول بشرط إخراجه ، وكأنهم آثروا التخفيف في التسمية ؛ والمفعول بلا قيد شيء آخر هو المفعول المطلق ، كما يجيء ، ففي جعل المفعول معه ، والمفعول له أصلا في النصب لكونهما مفعولين ، وجعل المستثنى والحال فرعين مع أنهما أيضا مفعولان ، نظر ؛ وإن كان الأصالة في النصب بسبب كون الشيء من ضروريات معنى الفعل ، فالحال كذلك دون المفعول معه والمفعول له ، إذ ربّ فعل بلا علة ولا مصاحب ولا فعل إلا وهو واقع على حالة من الموقع والموقع عليه.
والحق أن يقال : النصب علامة الفضلات في الأصل ، فيدخل فيها المفاعيل الخمسة والحال والتمييز ، والمستثنى ، وأما سائر المنصوبات فعمد ، شبّهت بالفضلات كاسم «إن» واسم «لا» التبرئة ، وخبر «ما» الحجازية ، وخبر كان وأخواتها.
* * *
المفعول المطلق
معناه
قال ابن الحاجب :
«فمنه المفعول المطلق ، وهم اسم ما فعله فاعل فعل»
«مذكور بمعناه».
قال الرضى :
قدم المفعول المطلق لأنه المفعول الحقيقي الذي أوجده فاعل الفعل المذكور ، وفعله ، ولأجل قيام هذا المفعول ، به صار فاعلا ، لأن ضاربية زيد في قولك : ضرب زيد ضربا ، لأجل حصول هذا المصدر منه.
أما المفعول به نحو : ضربت زيدا ، والمفعول فيه ، نحو ضربت قدّامك يوم الجمعة ، فليسا مما فعله فاعل الفعل المذكور وأوجده ، وكذا المفعول معه ، وأما المفعول له ، وإن كان مفعولا للفاعل وصادرا منه ، إلا أن فاعليته ليست لقيام هذا المفعول ، به ، ألا ترى أن كون