وإن كانت حركة الثانى لأجل حرف عارض غير لازم لم يدغم ، كما فى محيية ومحييان ؛ فان الحركة لأجل التاء التى هى فى الصفة ولألف المثنى ، وهما عارضان لا يلزمان الكلمة ، وكذا الحركات الإعرابية ، نحو قوله تعالى : (أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) وقولك : رأيت معييا
وإن كانت الحركة لازمة فى نفس الأمر كما فى حيى ، أو لأجل حرف عارض لازم كما فى تحيية وأحيية جمع حياء (١) جاز الادغام والاظهار ؛ إذ التاء فى مثله لازمة ، بخلاف تاء الصفة ، وكذا يجوز فى جمع عيىّ أعيياء وأعيّاء ؛ للزوم الألف ، والإدغام فى هذا النوع أيضا أولى ، كما كان فى حىّ وأحىّ
وإنما اشترط للادغام فى هذا الباب لزوم حركة الثانى بخلاف باب يردّ ويمسّ ؛ لأن مطلق الحركة فى الصحيح يلزم الحرف الثانى ، إلا أن يدخله ما يوجب سكونه ، كلم يردد ويرددن ، وأما فى المعتل نحو معيية ورأيت
__________________
كلمة له يبكى فيها قومه بنى أسد حين قتلهم حجر الكندى أبو امرئ القيس الشاعر لمنعهم الأتاوة التى كان قد فرضها عليهم ، وأول هذه الكلمة قوله :
يا عين ما فابكى بنى |
|
أسد فهم أهل النّدامه |
أهل القباب الحمر والنّعم |
|
المؤبّل والمدامه |
«ما» زائدة ، والقباب : جمع قبة ، وكانت لا تكون إلا للرؤساء والأشراف ، والنعم : المال الراعى : إبلا أو غيرها ، وقيل : يختص بالابل ، والمؤبل : المتخذ للقنية ، والمدامة : الخمر. والاستشهاد بالبيت فى قوله «عيوا» حيث أدغم المثلين فى الفعل المسند لواو الجماعة
(١) الأحيية : جمع حياء ، مثل قذال وأقذلة ، والحياء هو الفرج من ذوات الخف والظلف والسباع