وهذا هو الذى غر الخليل حتى ارتكب فى جميع اسم الفاعل من الأجوف المهموز اللام القلب ؛ فقال : إذا كانوا يقلبون فى الصحيح اللام خوفا من الهمزة الواحدة بعد الألف فهم من اجتماع همزتين أفر ، وهكذا لما رآهم قالوا فى جمع شائع : شواع (١) بالقلب ، قال : فهو فى نحو خطايا ومطايا وجواء وشواء أولى ، والجواب أنهم إنما التجئوا إلى القلب فى لاث وشاك خوفا من الهمزة بعد الألف ، وأما فى نحو جاء فيلزم همزة واحدة بعد الألف ، سواء قلبت اللام إلى موضع العين أولا ، قال سيبويه : وأكثر العرب يقولون : لاث وشاك ـ بحذف العين ـ فكأنهم قلبوا العين ألفا ثم حذفوا العين للساكنين ، ولم يحركوها فرارا من الهمزة ، والظاهر أن المحذوفة هى الثانية ؛ لأن الأولى علامة الفاعلية ، ويجوز أن يكون أصل لاث وشاك لوث وشوك مبالغة لائث كعمل فى عامل ولبث فى لابث ،
__________________
أعلت بقلب الواو ياء ، ثم عومل معاملة قاض ، ومعلم بزنة اسم الفاعل أو المفعول الذى أعلم نفسه فى الحرب بعلامة ليعرف بها ، وكانوا لا يأتون عكاظ إلا ملثمين مخافة الأسر. والاستشهاد بالبيت فى قوله «شاك» على أنه اسم فاعل من شاك يشوك لأنه من الشوكة ، ويقال : هو اسم فاعل من شك فى نحو قول عنترة :
فشككت بالرّمح الأصمّ ثيابه |
|
ليس الكريم على القنا بمحرّم |
وأصله على هذا شاكك ؛ فقلبوا ثانى المثلين ياء ، كما قالوا : أمليت فى أمللت ، ثم عومل معاملة قاض ، ويقال : هو بزنة فعل ـ بفتح فكسر ـ وأصله شوك قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ووجه رابع وهو أن أصله شاوك على وزن فاعل فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها مع عدم الاعتداد بالألف ثم حذفت الألف الثانية التى هى عين الكلمة ، وعلى الثالث والرابع تجرى حركات الاعراب على الكاف ، بخلاف الوجهين الأولين فانه عليهما يعرب إعراب المنقوص ؛ فان كانت رواية البيت بكسر الكاف لم يجر فيه إلا الوجهان : الأول والثانى ، وإن كانت الرواية بضمها لم يجر فيه إلا الثالث والرابع
(١) انظر (ح ١ ص ٢٢)