إجراؤه مجرى مقتوين كما ذكرنا فى جمع السلامة ، وقالوا : خنذوة (١) بالواو ؛ لئلا يلتبس فعلوة القليل بفعلية الكثير كعفرية (٢) ونفرية (٣)
__________________
يجمع ؛ لأنه جنس واحد ، فاذا قلت رجل عدل وما أشبهه فتقديره عندنا رجل ذو عدل فحذفت ذو وأقمت عدلا مقامه فجرى مجرى قوله عزوجل (واسأل القرية) وهذا فى المصادر بمنزلة قولهم : إنما فلان الأسد وفلانة الشمس يريدون مثل الأسد ومثل الشمس ، فاذا حذفوا مرفوعا جعلوا مكانه مرفوعا ، وكذلك يفعلون فى النصب والخفض فأما أبو العباس محمد بن يزيد فأخبرنى أن جمع مقتوين عند كثير من العرب مقاتوة ، فهذا يدلك على أنه فى هذه الحكاية غير مصدر وليس بجمع مطرد عليه باب ، ولكنه بمنزلة الباقر والجامل والكليب والعبيد ؛ فهذه كلها وما أشبهها عندنا أسماء للجميع وليست بمطردة ، وهى ـ وإن كان لفظها من لفظ الواحد ـ بمنزلة نفر ورهط وقوم وما أشبهه ، ويقال : مقت الرجل إذا خدم ، فهذا بين فى هذا الحرف» ا ه
(١) قال فى اللسان : «والخنذوة (بضمتين بينهما سكون) : الشعبة من الجبل ، مثل بها سيبويه ، وفسرها السيرافى. قال : ووجدت فى بعض النسخ حنذوة (بالحاء المهملة) ، وفى بعضها جنذوة (بالجيم المعجمة) ، وخنذوة بالخاء معجمة أقعد بذلك يشتقها من الخنذيذ (وهو الجبل الطويل المشرف الضخم) وحكيت خنذوة ـ بكسر الخاء ـ وهو قبيح ؛ لأنه لا يجتمع كسرة وضمة بعدها واو ، وليس بينهم إلا ساكن ؛ لأن الساكن غير معتد به ؛ فكأنه خذوة (بكسر الخاء وضم الذال) وحكيت : جنذوة وخنذوة وحنذوة (بكسر الأول والثالث وسكون الثانى فى الجميع) لغات فى جميع ذلك ، حكاه بعض أهل اللغة ، وكذلك وجد فى بعض نسخ كتاب سيبويه ، وهذا لا يعضده القياس ولا السماع ، أما الكسرة فانها توجب قلب الواو ياء وإن كان بعدها ما يقع عليه الاعراب وهو الهاء ، وقد نفى سيبويه مثل ذلك ، وأما السماع فلم يجىء لها نظير ، وإنما ذكرت هذه الكلمة بالحاء والخاء والجيم ؛ لأن نسخ كتاب سيبويه اختلفت فيها» ا ه
(٢) العفرية : الخبيث المنكر ، وأسد عفرية : شديد. انظر (ح ١ ص ٢٥٥ ، ٢٥٦)
(٣) نفرية : إتباع لعفرية ، يقال : عفرية نفرية ، كما يقال : عفريت نفريت