رابعة ومتطرفة وتعذّر غاية التخفيف ، أعنى قلبها ألفا ؛ [لسكونها لفظا أو تقديرا] كما ذكرنا ، فقلبت إلى حرف أخف من الواو ، وهو الياء ؛ وقيل : إنما قلبت الواو المذكورة ياء لانقلابها ياء فى بعض التصرفات ، نحو أغزيت وغازيت ، فإن مضارعهما أغزى وأغازى ، وأما فى تغزّيت وتغازيت فإنه وإن لم تقلب الواو ياء فى مضارعيهما : أعنى أتغزّى وأتغازى ، لكن تعزّيت وتغازيت فرعا أغزيت وغازيت المقلوب واوهما ياء ، وهذه علة ضعيفة كما ترى لا تطرد فى نحو الأعليان ، ولو كان قلب الواو ياء فى المضارع يوجب قلبها فى الماضى ياء لكان قلبها ياء فى نفس الماضى أولى بالإيجاب ، فكان ينبغى أن يقال غزيت ، لقولهم غزى ، وأيضا المضارع فرع الماضى لفظا فكيف انعكس الأمر؟ فكان على المصنف أن يقول. ولم يضم ما قبلها ولم يجز قلبها ألفا ، ليخرج نحو أغزى ، وليس أيضا قوله «ولم ينضم ما قبلها» على الإطلاق ، بل الشرط أن لا ينضم ما قبلها فى الفعل نحو يغزو ويدعو ، وأما فى الاسم فيقلب ياء نحو الأدلى جمع الدّلو والتغازى ، وكان الأولى به أن يقول مكان قوله ولم ينضم ما قبلها : وانفتح ما قبلها ، وأن يؤخر ذكر نحو يدعو إلى قوله «وتقلب الواو طرفا بعد ضمة» كما نذكر ،
وقوله «وقنية (١) وهو ابن عمى دنيا (٢) شاذ» وذلك لأنك قلبت الواو
__________________
(١) القنية ـ بكسر القاف وضمها ـ : ما يقتنيه الانسان لنفسه لا للتجارة ، ويقال فيه : قنوة ـ بكسر أوله وضمه ، انظر (ح ٢ ص ٤٣). هذا ما ذكره الكوفيون فهى عندهم ذات وجهين ؛ فلا شذوذ فيه ، ولم يحك البصريون إلا الواوى فقنية ـ بالكسر ـ شاذ عندهم ؛ لعدم اتصال الكسرة بالواو. وقنية ـ بضم القاف ـ : فرع قية ـ بكسرها ـ ضموا بعد قلب الواو ياء
(٢) يقولون : هو ابن عمى أو ابن خالى أو عمتى أو خالتى أو ابن أخى أو أختى دنية ودنيا ـ بكسر الدال فيهما مع تنوين المقصور وترك تنوينه ـ ودنيا ـ بضم الدال غير منون ـ : أى لاصق القرابة ، وفى معناه هو ان عمى لحا