ليس الضمة فيه على الواو ، ولا هو من باب فعل بالكسر ، كمغزو ، ويقال : أرض مسنوّة (١) ومسنّية ، قال :
١٤٨ ـ *أنا اللّيث معديّا عليه وعاديا (٢)*
وقد يعل هذا الاعلال الذى لامه همزة ، وذلك بعد تخفيف الهمزة ، كقولهم
__________________
ـ وقال الآخر :
قليل الألايا حافظ ليمينه |
|
وإن سبقت منه الأليّة برّت |
والألوة : بمعناه ، والذى يتجه عندنا أن الألية فعلية ، وأصلها أليوة ، فقلبت الواو ياء لاجتماعها مع الياء وسبق إحداهما بالسكون ، ثم أدغمتا ، ويبعد عندنا أن تكون فعولة ؛ لأنه كان يجب أن يقال : ألوة ـ كعدوة ـ والقول بأن الواو قلبت ياء شذوذا لا داعى له ما دام للكلمة محمل صحيح
(١) أصل هذه الكلمة من السانية ، وهى الدلو العظيمة التى يستقى بها ، والسانى الساقى ، وتقول : سنا الأرض يسنوها ؛ إذا سقاها ، وأرض مسنوة ومسنية : اسما مفعول من ذلك. قال فى اللسان : «ولم يعرف سيبويه سنيتها ، وأما مسنية عنده فعلى يسنوها ، وإنما قلبوا الواو ياء لخفتها وقزبها من الطرف» ا ه
(٢) هذا عجز بيت لعبد يغوث بن وقاص الحارثى ، وصدره قوله :
*وقد علمت عرسى مليكة أنّنى*
والبيت من قصيدة طويلة له يقولها وهو أسير عند تيم الرباب يوم الكلاب ، ومطلعها قوله :
ألا لا تلومانى كفى اللوم مابيا |
|
فما لكما فى اللوم خير ولا ليا |
وعرس الرجل ـ بكسر فسكون ـ امرأته ، ومليكة : اسمها ، وهو بضم أوله وفتح ثانيه ، والاستشهاد بالبيت فى قوله «معديا» حيث جاء به معلا ، وهو من عدا يعدو ، وكان حقه أن يقول : معدوا ، كما تقول دعوته فهو مدعو وغزوته فهو مغزو ، ولكنه شبهه بالجمع فأعله ، ومنهم من يجعله جاريا على عدى المبنى للمجهول : أى فلما أعل فعله أعل هو حملا عليه كما قالوا : مرضى ، لقولهم رضى : بالاعلال.