الأول مع كونه مدة ؛ لئلا يلتبس بناء ببناء ، بل يقلب الثانى إلى حرف قابل للحركة مناسب للألف ، وهو الهمزة ، لكونهما حلقيين ؛ إذ الأول مدة لاحظ لها فى الحركة ، ولا سبيل إلى قلب الثانى واوا أو ياء ؛ لأنه إنما فرّ منهما ، ولكون تحرك الواو والياء وانفتاح ما قبلهما سببا ضعيفا فى قلبهما ألفا ، ولا سيما إذا فصل بينهما وبين الفتحة ألف يمنعه عن التأثير وقوع حرف لازم بعد الواو والياء ؛ لأن قلبهما ألفا مع ضعف العلة إنما كان لتطرفهما ؛ إذ الآخر محل التغيير ، وذلك الحرف نحو تاء التأنيث إذا لزمت الكلمة كالنّقاوة (١) والنّهاية ، وألف التثنية إذا كان لازما كالثّنايان (٢) إذ لم يأت ثناء للواحد ، والألف والنون لغير التثنية كغزاوان ورمايان على وزن سلامان (٣) من الغزو والرمى ، فإن كانت التاء غير لازمة ـ وهى التاء الفارقة بين المذكر والمؤنث فى الصفات ـ كسقّاءة وغزّاءة لقولهم : سقاء وغزاء ، وتاء الوحدة القياسية نحو استقاءة واصطفاءة ، أو ألف المثنى غير اللازمة نحو كساءان ورداءان ، قلبتا ؛ لكونهما كالمتطرفتين ، وإنما جاز عظاءة وعظاية (٤)
__________________
(١) انظر (ج ١ ص ١٥٦)
(٢) انظر (ص ٦٠ من هذا الجزء)
(٣) سلامان : وردت هذه الكلمة مضبوطة بضبط القلم فى نسخ القاموس بضم السين ، وفى اللسان ضبطت بالفتح بضبط القلم أيضا ، وصرح ياقوت فى المعجم بأنها بفتح السين أو كسرها ، والسلامان : شجر ، واسم ماء لبنى شيبان ، وبطنان : أحدهما فى قضاعة ، والآخر فى الأزد
(٤) العظاءة ـ بظاء مشالة مفتوحة وبالمد ، ويقال فيها عظاية بالياء ـ : دويبة أكبر من الوزغة ، وتسمى شحمة الأرض ، وهى أنواع كثيرة منها الأبيض والأحمر والأصفر والأخضر ، وكلها منقطة بالسواد ، قال فى اللسان : «قال ابن جنى :
وأما قولهم عظاءة وعباءة وصلاءة فقد كان ينبغى لما لحقت الهاء آخرا وجرى