قول «فى باب مساجد» أى : فى باب الجمع الأقصى الذى بعد ألفه حرفان
قوله «وليس مفردها كذلك» أى : ليس بعد ألف مفرده همزة بعدها ياء ، احتراز عن نحو شائية وشواء من شأوت أوشئت ، وإنما شرط فى قلب همزة الجمع ياء ويائه ألفا أن لا يكون المفرد كذلك ، إذ لو كان كذلك لترك فى الجمع بلا قلب ، ليطابق الجمع مفرده ، ألا ترى إلى قولهم فى جمع حبلى : حبالى ، وفى جمع إداوة : أداوى (١) ، وفى جمع شائية : شواء ، تطبيقا للجمع بالمفرد؟ وسيبويه لا يشترط فى القلب المذكور أن لا يكون المفرد كذلك ، بل يشترط فيه كون الهمزة فى الجمع عارضة ، فقال بناء على هذا : إن من ذهب مذهب الخليل فى قلب الهمزة فى هذا الباب كما فى شواع (٢) ينبغى أن يقول فى فعاعل من جاء وساء جياء وسواء جمعى جىّء وسىّء كسيّد ؛ لأن الهمزة على مذهب الخليل هى التى فى الواحد ، وليست عارضة وإنما جعلت العين التى أصلها الواو والياء طرفا ، هذا كلامه ؛ ومن لم يذهب مذهب الخليل من قلب الهمزة إلى موضع اللام يقول : جيايا وسوايا
قان قيل : يلزم سيبويه أن يقول فى جمع شائية من شئت : شوايا ؛ لأن الهمزة فى الجمع عارضة عنده ، كما هى عارضة فى المفرد
قلنا : إنه أراد بعروضها فى الجمع أنها لم تكن فى المفرد همزة ، وهمزة شواء من شئت كانت فى المفرد أيضا همزة ، فلم تكن عارضة فى الجمع بهذا التأويل
ويلزم الخليل أن يقول فى جمع خطيئة : خطاء ؛ بناء على شرط سيبويه ، إذ الهمزة على مذهب الخليل غير عارضة فى الجمع ، ولم يقل به أحد ، فظهر أن الأولى أن يقال : الشرط أن لا يكون المفرد كذلك ، حتى يطرد على مذهب الخليل
__________________
(١) أنظر (ج ١ ص ٣١)
(٢) أنظر (ج ١ ص ٢٢)