تكرر الضم والفتح خلاف الإمالة ، فتقول : هذا راشد ، وهذا فراش ، وهذا حمار ، ورأيت حمارا ؛ فيغلب غير المكسورة سبب الإمالة : أى الكسره المتقدمة والمتأخرة ، وكسرة الراء فى اقتضاء الإمالة أقوى من كسرة غيرها ؛ لأنها ككسرتين ؛ فتمنع المستعلى المتقدم فى نحو طارد وغارم ، ولا تمنعه كسرة نحو طالب وغالب ، وتمنع الراء غير المكسورة أيضا كما فى «من قرارك» لكونها أضعف من المستعلى ، كما يجىء ، ولا تمنع الراء المكسورة المستعلى المتأخر عنها فى نحو فارق ؛ لما ذكرنا من صعوبة الإصعاد بعد الاستفال الظاهر ، فقول المصنف إذن «وتغلب المكسورة بعدها المستعلية» ليس على إطلاقه ؛ والراء غير المكسورة أضعف سببا من المستعلية ، فلهذا كان الإمالة فى «لن يضربها راشد» أقوى من الإمالة فى «لن يضربها قاسم» وكان إمالة «عفرا (١)» تشبيها بحبلى أولى من إمالة «علقا (٢)» ومن ثم أجاز بعضهم إمالة «عمران» دون «برقان (٣)»
واعلم أن إمالة «فى الدار» أقوى من إمالة «فى دار قاسم» وإمالة «جارم (٤)» أولى من إمالة «جارم قاسم» لوجود المستعلى فى الموضعين ،
__________________
(١) يقال : رجل عفر ـ بكسر العين المهملة وسكون الفاء ـ إذا كان خبيثا منكرا ، وأسد عفر ، إذا كان شديدا
(٢) العلق ـ بالكسر ـ : النفيس من كل شيء ، فهو صفة مشبهة ، ويكون مصدر علقه وبه كفرح علوقا وعلقا إذا أحبه
(٣) برقان ـ بكسر أوله وسكون ثانيه ـ : قرية بخوارزم ، وقرية بجرجان ، ويكون البرقان جمع برق ـ كحمل ـ وزنا ومعنى ، ويكون البرقان ـ بالكسر أيضا ـ الفزع ، والدهش ، والحيرة
(٤) الجارم : اسم فاعل من جرم النخل والثمر يجرمه ـ كضرب يضرب ـ إذا قطعه ، وتقول : فلان جارم إذا كان قدجنى جناية ، قال الشاعر
*كما النّاس مجروم عليه وجارم*