يجىء ، فلم يدغم بعضها فى بعض فى كلمتين أيضا فى الأغلب ؛ لئلا يكون شبه مضاعف مصوغ منها ، وإنما أدغمت الحاء فى أحدهما لشدة مقاربة الحاء لهما ، وإنما قلبت الثانى إلى الأول فى نحو اذبح عتودا (١) ، واذبح هذه ، مع أن القياس العكس ؛ لأن أنزلها فى الحلق أثقلها ، فأثقلها الهمزة ثم الهاء ، ثم العين ثم الغين ثم الحاء ثم الخاء ، فالحاء أخف من الغين والخاء ، والمقصود من الإدغام التخفيف ، فلو قلبت الأولى التى هى أخف إلى الثانية التى هى أثقل لمشت خفة الادغام بثقل الحرف المقلوب إليه فكأنه لم يدغم شىء فى شىء ، وأما فى الواو والياء فى نحو سيد وأصله سيود وذلك لثقل الواو كما مر فى باب الإعلال
وثانيهما كون الحرف الأول ذا فضيلة ليست فى الثانى ، فيبقى عليها بترك قلبه إلى الثانى ، ولا يدغم فى مثل هذا كما يجىء ، إلا أن يكون الثانى زائدا فلا يبالى بقلبه وتغييره على خلاف القياس ، نحو اسّمع وازّان
ومعنى قوله «لنحوه ولكثرة تغيرها» أى : لكون الأول أخف من الثانى ولكثرة تغير التاء لغير الإدغام كما فى اضطرب واصطبر
قوله «ومحّم فى معهم ضعيف» كان القياس الأوّل : أى قلب الأول إلى الثانى ، أن يقال مهّم ، بقلب العين هاء ، وقياس العارض ، وهو كون الثانى : أى الهاء أدخل فى الحلق وأثقل ، أن يقلب الثانى إلى الأول فيقال معّم ، فاستثقل كلاهما ، ولهذا كان تضعيف الهاء نحو قهّ (٢) وكهّ (٣) السكران ، والعين نحو دعّ (٤) وكعّ (٥) قليلا جدا ، واستثقل أيضا ترك الإدغام لأن كل واحدة منهما
__________________
(١) العتود : ولد المعز
(٢) قه الرجل : اشتد ضحكه. انظر (ص ٧٣ من هذا الجزء)
(٣) كه السكران : أخرج نفسه. انظر (ص ٧٣ من هذا الجزء)
(٤) الدع : الدفع العنيف ، وفى التنزيل (فذلك الّذى يدعّ اليتيم) : أى يدفعه بعنف
(٥) كع الرجل : جبن ، وهو من باب نصر وضرب وعلم ، انظر (ح ١ ص ١٣٤)