يودع دعة ، ووطؤ (١) يوطؤ طئة وطأة ، وذلك للتنبيه على أن حق واو مضارعه أن تكون محذوفة ؛ لاستثقال وقوعها بين ياء مفتوحة وضمة ، ولكنها لم تحذف تطبيقا للفظ بالمعنى ؛ إذ معنى فعل للطبائع اللازمة المستمرة على حال ، وكذا كان حق عين مضارعه أن تكون مفتوحة ؛ لكون اللام حلقية ، وقولهم لدة أصله المصدر (٢) ، جعل اسما للمولود : كقولهم ضرب الأمير : أى مضروبه ، وأما الجهة (٣) والرّقة (٤) فشاذان ؛ لأنهما ليسا بمصدرين ؛ فليس تاؤهما بدلا من الواو ، وإنما لم يحذف الواو فى نحو يوعيد على مثال (٥) يقطين من الوعد لضعف
__________________
(١) وطؤ ـ بالضم ـ : سهل ولان ، فهو وطىء
(٢) يقال : فلان لدة فلان ، إذا كان مثله فى السن ، قال الشاعر :
لم تلتفت للداتها |
|
ومضت على غلوائها |
ومن العلماء من نظر إلى عارض الاستعمال فى لدة فحكم بأن حذف الواو منها شاذ ؛ لأنها ليست مصدرا
(٣) اعلم أنهم قد قالوا : جهة ـ بالحذف ـ وقالوا أيضا : وجهة ـ بالاثبات ـ وعلى الثانى جاء قوله تعالى (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها) ومن العلماء من ذهب إلى أن المحذوف واوه مصدر والثابت واوه اسم للمكان الذى يتوجه إليه ، وعلى هذا فلا شذوذ فى واحد منهما ، ومنهم من ذهب إلى أنهما جميعا مصدران ، وعليه فالمحذوف واوه قياس والثابت واوه شاذ ، ومنهم من ذهب إلى أنهما جميعا اسمان للمكان الذى تتجه إليه ، وعلى ذلك يكون المحذوف الواو شاذا والثابت الواو قياسا ، ومنهم من ذهب إلى أن الجهة اسم للمكان الذى تتجه إليه والوجهة مصدر ، فهما شاذان ، والذى هو شذوذ وجهة على هذا أنه مصدر غير جار على فعله ، إذ المسموع توجه ـ كتقدس ، واتجه. ـ كاتصل ، ولم يسمع وجه يجه ـ كوعد يعد ـ فلما لم يوجد مضارع محذوف الفاء سهل عليهم إثباتها فى المصدر
(٤) الرقة : اسم للفضة ، ويقال : اسم للنقد : ذهبا كان أو فضة ، وجمعه رقون
(٥) اليقطين : كل نبات انبسط على وجه الأرض نحو الدباء والقرع والبطيخ والحنظل ، ويخصه بعضهم بالقرع فى قوله تعالى (وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ)