تمن ؛ كما لا يجمع بين «ليت» وفعل تمن.
ومن ورود «لو» مصدرية دون فعل تمن قول الشاعر : [من الوافر]
لقد طوّفت فى الآفاق حتّى |
|
بليت وقد أنى (١) لى لو أبيد (٢) |
ومثله قول قتيلة بنت النضر بن الحارث (٣) : [من الكامل]
ما كان ضرّك لو مننت وربّما |
|
منّ الفتى وهو المغيظ المحنق (٤) |
ولا يتعين كون «كى» مصدرية إلا إذا دخلت عليها اللام نحو : «لكى تحسن» ؛ فإنه بمنزلة «لأن تحسن».
ولأن «كى» إما بمنزلة «أن» وهى المصدرية.
وإما بمنزلة لام الجر الدالة على التعليل.
فاجتماعهما ينفى أن تكون بمنزلة اللام ؛ إذ لا يدخل حرف جر على حرف جر.
فإذا خلت من اللام احتمل أن تكون مصدرية ؛ فيكون الفعل صلتها ومنصوبا بها.
وإذا اقترنت بها لم تكن إلا مصدرية.
وأما «أن» المصدرية : فتوصل بفعل متصرف ماض أو مضارع أو أمر نحو قولهم : «أو عزت إليه بأن افعل».
ولو قيل : «أن افعل» بلا باء احتمل أن تكون «أن» مصدرية ، وأن تكون بمعنى «أى» فى الدلالة على التفسير.
وأما «ما» المصدرية فتوصل بفعل متصرف غير أمر ، ومثلها «لو».
__________________
(١) أنى : قرب وحان. الوسيط «أنى».
(٢) البيت لمسجاح بن سباع فى شرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١٠٠٩ ، وبلا نسبة فى تذكرة النحاة ص ٥١٣.
(٣) هى قتيلة بنت النضر بن الحارث بن علقمة ، من بنى عبد الدار ، من قريش ، شاعرة ، أدركت الجاهلية والإسلام. أسلمت ، وروت أحاديث ، وتوفيت فى خلافة عمر بن الخطاب. رضى الله عنه. اختار أبو تمام من شعرها فى الحماسة. توفيت سنة عشرين.
ينظر : الروض الأنف (٢ / ١١١) ، طبقات ابن سعد (٨ / ١٠٥) ، الأعلام (٥ / ١٩٠).
(٤) المحنق : من أحنق فلانا : غاظه غيظا شديدا فهو محنق وحنيق.
والبيت فى الأغانى ١ / ٣٠ ، وحماسة البحترى ص ٢٧٦ ، والجنى الدانى ص ٢٨٨ ، وخزانة الأدب ١٨ / ٢٣٩ ، والدرر ١ / ٢٥٠ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٩٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٥٤ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٩٦٦ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٦٤٨ ، ولسان العرب (غيظ) ، (حنق) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٧١ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٢٢٣ ، وتذكرة النحاة ص ٣٨ ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٦٥ ، وهمع الهوامع ١ / ٨١.