والتدريس والتصنيف بحلب ، حيث تصدّر لإقراء العربية فى المدرسة الظاهرية والسلطانية فيها ، وأنه مرّ بحماة فى طريق عودته إلى دمشق ، فأخذ عنه بها ، واستقر بعد ذلك فى دمشق مشتغلا بالتصنيف وبالإمامة والتدريس فى أعظم مدارس دمشق آنذاك فى المدرسة العادلية حيث تولى فيها المشيخة الكبرى لقسم القراءات والعربية.
٨ ـ أسرة ابن مالك بالمشرق :
لم يرد فى أخبار الذين كتبوا وترجموا لابن مالك شىء عن أسرته وزواجه ، فلا نعرف شيئا عن والديه ، ولا عن زواجه ، أين ومتى كان؟ ولا عن زوجته ، من هى؟ ومن أين تكون؟
ويبدو أن ابن مالك تزوّج بدمشق بعد أن طوّف بالشام ، ولعل هذا الزواج هو أول داع لاستقراره بدمشق بين أسرة زوجته وأسرته الناشئة بعد أن أنجب ولديه ، بدر الدين ، وتقى الدين الأسد.
بدر الدّين : هو الإمام بدر الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مالك ، الطائى ، الدمشقى ، الشافعى ، النحوى ، ابن النحوى ، قال عنه الصفدى فى «الوافى بالوفيات» (١) : كان فهما ذكيّا حادّ الخاطر ، إماما فى النحو والمعانى ، والبيان والبديع ، والعروض ، والمنطق جيد المشاركة فى الفقه والأصول. أخذ عن والده ، ووقع ما أغضب الشيخ على ولده فسكن بعلبك ، فقرأ عليه جماعة ، فلما مات والده طولب إلى دمشق ، وولى وظيفة والده ، وتصدى للاشتغال والتصنيف ، وله من التصانيف : شرح ألفية والده ، وشرح كافيته ، وشرح لاميته ، وتكملة شرح والده للتّسهيل ولم يتمه ، و «المصباح فى اختصار المفتاح» فى علم المعانى ، و «روض الأذهان» وشرح «ملحة الإعراب» للحريرى ، و «شرح الحاجبية» ، ومقدمة فى العروض ، ومقدمة فى المنطق ، وغير ذلك ، ومات بالقولنج بدمشق يوم الأحد ثامن المحرم سنة : (٦٨٦ ه) ، وتأسف الناس عليه.
وقال الصفدى عن شرحه للألفية (٢) : إنه شرح فاضل منقى منقّح ، وخطّأ والده
__________________
(١) الوافى بالوفيات ١ / ٢٠٤ ، ٢٠٥ فى ترجمة بدر الدين بن مالك رقم ١٢٩ ، بغية الوعاة ١ / ٢٢٥ نقلا عن الوافى.
(٢) الوافى بالوفيات ١ / ٢٥٠.