ف «كلّ» منصوب بـ «يلقى» ، و «المساكين» فاعل «يلقى» ، و «يلقى» وفاعله خبر «ليس».
ولا يجوز أن يكون «المساكين» اسم «ليس» ؛ لأن ذلك يوجب أن يكون «يلقى» خبرا.
ولو كان خبرا لوجب أن يقال : «يلقون» أو «تلقى» ؛ فإذ لم يقل إلا «يلقى» وجب أن يكون خاليا من ضمير ، وأن يكون «المساكين» مرتفعا به.
(ص)
وبعض ذى الأفعال بالرّفع اكتفى |
|
فتمّ والنّقصان غيره اقتفى |
وللتّمام قابل كلّ سوى |
|
(فتئ) (ليس) (زال) فاشكر من روى |
(ش) هذه الأفعال لعدم استغنائها بالمرفوع تسمى أفعالا ناقصة فلازم النقص منها : «ليس» و «زال» و «فتئ». وما سوى هذه الثلاثة فقد تجيء تامة ، أى : مستغنية بمرفوع عن غيره إلا على سبيل الفضلة.
فمن ذلك : «كان» بمعنى : «حدث» نحو : «ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن» (١).
وكقول الراجز أنشده سيبويه : [من الرجز]
وكنت إذ كنت إلهى وحدكا |
|
لم يك شىء يا إلهى قبلكا (٢) |
وبمعنى «حضر» نحو قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) [البقرة : ٢٨٠].
وتكون ـ أيضا ـ بمعنى : «كفل» وبمعنى : «غزل». ذكر ذلك البطليوسى (٣) ،
__________________
(١) ورد معنى ذلك ضمن حديث رواه أبو داود فى سننه (٤ / ٣٢٣) كتاب الأدب ، باب : ما يقول إذا أصبح حديث (٥٠٨٧) من حديث أبى ذر مرفوعا وفيه «ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن».
(٢) الرجز لعبد الله بن عبد الأعلى القرشى فى الدرر ٥ / ٢٣ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٦٨١ ، وشرح المفصل ٢ / ١١ ، والكتاب ٢ / ٢١٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٩٧ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ١١٢ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٤١ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٧٩ ، والمقتضب ٤ / ٢٤٧ ، والمنصف ٢ / ٢٣٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٠.
(٣) هو عبد الله بن محمد بن السيد ، أبو محمد البطليوسى ، عالم باللغات والآداب ، انتصب لإقراء علوم النحو ، واجتمع إليه الناس ، له تصانيف منها : شرح أدب الكاتب ، شرح الموطأ ، وشرح سقط الزند. مات سنة ٥٢١ ه. ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٥٥ ـ ٥٦).