وتقدير رفعهما : إن كان فى عمله خير فجزاؤه خير.
وأما قول الراجز : [من الرجز]
أو ثلّة من غنم إمّا لا (١)
فتقديره : إن كنت لا تجدين غيرها ؛ وكذا قول العرب : «افعل ذلك إمّا لا» تقديره : إن كنت لا تفعل غيره.
(ص)
واقرن إذا شئت بـ (إلا) بعد ما |
|
ينفى جوازا خبرا قد سلما |
من كونه لا يقبل الإيجابا |
|
نحو (يعيج) فاعرف الأسبابا |
وفه إذا أوجبت ما (ليس) نفى |
|
كمثل : (ليس الحرّ إلا من وفى) |
ونحو : (لم يزل) ينافى ذاكا |
|
فاستعمل التّأويل إن أتاكا |
و (يك) فى (يكن) أجز ما لم تصل |
|
بساكن والحذف نزرا قد نقل |
(ش) إذا دخل على غير «زال» وأخواتها من أفعال هذا الباب ناف ـ فالمنفى هو الخبر نحو : «ما كان زيد عالما».
فإن قصد الإيجاب قرن الخبر بـ «إلا» نحو : «ما كان زيد إلا جاهلا».
فإن كان الخبر من الكلمات الملازمة للنفى نحو : «يعيج» لم يجز أن يقرن بـ «إلا» ، فلا يقال فى : «ما كان زيد يعيج بدواء» : «ما كان زيد إلا يعيج» ؛ لأن «يعيج» من الكلمات التى تلازم النفى ؛ ومعنى «يعيج» : ينتفع.
وحكم «ليس» حكم «ما كان» فى كل ما ذكرناه.
وأما «زال» وأخواتها فنفيها إيجاب ، فلا يقترن خبرها بـ «إلا» كما لا يقترن بها خبر «كان» الخالية من نفى ؛ لتساويهما فى اقتضاء ثبوت الخبر.
وما أوهم خلاف ذلك فمؤول ؛ كقول الشاعر : [من الطويل]
حراجيج (٢) ما تنفكّ إلا مناخة |
|
على الخسف (٣) أو نرمى بها بلدا قفرا (٤) |
__________________
(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (مرع) ، وتخليص الشواهد ص ٣٨١ ، والدرر ٢ / ٩٤ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٢٠ ، وهمع الهوامع ١ / ١٢٢.
(٢) الحراجيج : جمع حرجوج : الناقة الجسيمة الطويلة على وجه الأرض ، وقيل : الشديدة ، وقيل : هى الضامرة. (اللسان ـ حرج).
(٣) يقال : بات على الخسف : إذا بات جائعا. (مقاييس اللغة ـ خسف).
(٤) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٤١٩ ، وتخليص الشواهد ص ٢٧٠ ، وخزانة الأدب ـ