على البيوت قوطه العلابطا (١)
فالتقدير : ما راعنى إلا جناح راعنى هابطا. وجناح : اسم رجل. والقوط : قطيع الغنم.
ومن موجبات تقديم الحال على صاحبها اشتماله على ضمير ما اشتملت عليه إضافة نحو : «حلّ ضيف زيد صاحبه» ، وبغير إضافة نحو : «سار منقادا لعمرو طالبه».
(ص)
وسبق حال ما بحرف جرّ قد |
|
أبوا ولا أمنعه فقد ورد |
من ذاك : (صاديا إلى) ونقل |
|
(لن تذهبوا فرغا بقتل) فقبل |
(ش) إذا كان صاحب الحال مجرورا بالإضافة لم يجز تقديم الحال عليه بإجماع ؛ لأن نسبة المضاف إليه من المضاف كنسبة الصلة من الموصول وما تعلق بالصلة فهو بعضها ؛ فكذلك ما تعلق بالمضاف إليه هو بمنزلة بعض الصلة ؛ فلذلك لم يختلف فى امتناع تقدم حال المضاف إليه على المضاف كقولك : «أعجبنى ذهاب زيد راكبا».
وأكثر النحويين يقيس المجرور بحرف على المجرور بالإضافة فيلحقه به فى امتناع تقدم حاله عليه ؛ فلا يجيزون فى نحو : «مررت بهند جالسة» : «مررت جالسة بهند» ، وأجاز ذلك أبو على فى كلامه فى «المبسوط» ، وبقوله فى ذلك أقول وآخذ ؛ لأن المجرور بحرف مفعول به فى المعنى ؛ فلا يمتنع تقديم حاله عليه كما لا يمتنع تقديم حال المفعول به ، وقد جاء ذلك مسموعا فى أشعار العرب الموثوق بعربيتهم ؛ فمن ذلك ما أنشده يعقوب (٢) : [من الطويل]
__________________
(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (جنح) ، (قوط) ، (لعط) ، (هبط) ، والأشباه والنظائر ٢ / ٣٩٨ ، والخصائص ٢ / ٢١١ ، والمنصف ١ / ٢٧ ، ونوادر أبى زيد ص ١٧٣ ، وتهذيب اللغة ٢ / ١٦٥ ، وتاج العروس (جنح) ، (علبط) (قوط) ، (لعط) ، وجمهرة اللغة ص ٣٦٣ ، ٤٠٣ ، ٩٢٥ ، ١١٢٦ ، ١٢٦٢.
(٢) هو يعقوب بن إسحاق ، أبو يوسف بن السكيت ، إمام فى اللغة والأدب ، كان عالما بنحو الكوفيين ، وعلم القرآن واللغة والشعر ، راوية ثقة ، له تصانيف كثيرة فى النحو ومعانى الشعر ، وغيرها ، من تصانيفه : إصلاح المنطق ، الأضداد ، الأجناس ، شرح ديوان قيس بن الخطيم ، وغيرها. مات سنة ٢٤٤ ه.
ينظر : الأعلام (٨ / ١٩٥) ، بغية الوعاة (٢ / ٣٤٩).