لبما تساعف فى اللّقاء ولبّها |
|
فرح بقرب مزارنا مسرور (١) |
وإلى قول مطيع بن إياس : [من الخفيف]
فلئن صرت لا تحير جوابا |
|
لبما قد ترى وأنت خطيب (٢) |
فلما انتهى الكلام على الجواب المثبت ، أخذت أبين الجواب المنفى ؛ فنبهت على أنه لا ينفى إلا بـ «ما» أو «إن» أو «لا». ولا فرق فى ذلك بين الجملة الاسمية ، والجملة الفعلية ، إلا أن الاسمية إذا نفيت بـ «لا» وقدم الخبر ، أو كان المخبر عنه معرفة ، لزم تكرارها فى غير الضرورة ؛ نحو : «والله لا زيد فى الدّار ، ولا عمرو» ، و «لعمرى لا أنا هاجرك ولا مهينك».
ثم قلت :
والماض لفظا آتيا معنى نفى |
|
بأخوى «ما» وب «ما» قد ينتفى |
فنبهت على قولهم : «تالله لا زرتك» ، و «والله إن كلّمتك» بمعنى : لا أزورك وإن أكلمك.
ومن الأول قول الشاعر :
ردوا فو الله لا زدناكم أبدا |
|
ما دام فى مائنا ورد لنزّال (٣) |
ومن الثانى قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) [فاطر : ٤١].
وأشرت بقولى :
... |
|
... وب «ما» قد ينتفى |
إلى قوله ـ تعالى ـ : (ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ) [البقرة : ١٤٥] بمعنى : لا يتبعون ، وجعل الفراء هذا من إجراء «لئن» مجرى «لو» كما أجريت مجراها فى قوله ـ تعالى ـ : (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) [الروم : ٥١].
«ثم نبهت على اشتهار حذف ما ينفى المضارع ، نحو :
«والله أقوم» بمعنى : والله لا أقوم ، وجاز ذلك للعلم بأن الإثبات غير مراد ؛ لأنه
__________________
(١) البيتان بلا نسبة فى خزانة الأدب ١٠ / ٨٦ ، والدرر ٤ / ٢٣٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٤٢.
(٢) البيت لصالح بن عبد القدوس فى خزانة الأدب ١٠ / ٢٢١ ، ٢٢٢ ، والدرر ٤ / ٢٠٣ ، ولمطيع بن إياس فى أمالى القالى ١ / ٢٧١ ، وشرح شواهد المغنى ص ٧٢٠ ، وبلا نسبة فى مغنى اللبيب ص ٣١٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٤٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٨.
(٣) البيت بلا نسبة فى شرح التسهيل ١ / ٣٠ ، الدرر ١ / ٧٩ ، والهمع ١ / ٩ ، والارتشاف ٧٥٧٥.