ومنه قول أبى كبير الهذلى (١) : [من الكامل]
ممّن حملن به وهنّ عواقد |
|
حبك النّطاق فشبّ غير مهبّل (٢) |
فلو صغر أو نعت اسم الفاعل جائيا على أصله ، أو معدولا به بطل عمله ، إلا عند الكسائى فإنه أجاز إعمال المصغر ، وإعمال المنعوت. وحكى عن بعض العرب : «أظنّنى مرتحلا وسويئرا فرسخا» ، وأجاز أن يقال : «أنا زيدا ضارب أى ضارب» ومما يحتج به فى إعمال الموصوف قول الشاعر : [من الطويل]
إذا فاقد خطباء فرخين رجّعت |
|
ذكرت سليمى فى الخليط المزايل (٣) |
(ص)
ومن سواه لا يبيح ذا العمل |
|
للماض إلّا وهو مسبوق بـ «أل» |
وما به استشهد محمول على |
|
حكاية الحال لهذا عملا |
(ش) قد تقدم أن المسبوق بالألف واللام من أسماء الفاعلين ، وما جرى مجراها يعمل مطلقا بإجماع.
وأما المجرد منهما فلا يعمل إذا قصد به المضى إلا عند الكسائى (٤) فإنه عنده جائز العمل.
__________________
(١) هو عامر بن الحليس الهذلى ، أبو كبير شاعر فحل ، من شعراء الحماسة ، قيل : أدرك الإسلام وأسلم ، له ديوان شعر ، ينظر : الأعلام (٣ / ٢٥٠) ، الشعر والشعراء (٢٥٧) ، خزانة الأدب (٣ / ٤٧٣).
(٢) البيت فى الإنصاف ٢ / ٤٨٩ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٩٢ ، ١٩٣ ، ١٩٤ ، وشرح أشعار الهذليين ٣ / ١٠٧٢ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٨٥ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٢٧ ، ٢ / ٩٦٣ ، وشرح المفصل ٦ / ٧٤ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٧٥ ، والكتاب ١ / ١٠٩ ، ولسان العرب ١١ / ٦٨٨ (هبل) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٥٨ ، وتاج العروس (هبل) ، وأساس البلاغة (هبل) ، وبلا نسبة فى رصف المبانة ص ٣٥٦) ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٤٣ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٨٦.
(٣) البيت لبشر بن أبى خازم فى المقاصد النحوية ٣ / ٥٦٠ ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢ / ٣٤١ ، ولسان العرب (فقد) ، وفيه «المباين» مكان «المزايل».
(٤) وذهب الكسائى من الكوفيين إلى جواز إعمال اسم الفاعل إذا كان بمعنى الماضى وأن يقال هذا ضارب زيدا أمس واحتج بأمور منها قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) ـ