واكتفى فى إلحاقه بالفعل الماضى بكونه موافقا له فى المعنى.
ومن حججه على ما ذهب إليه قوله ـ تعالى ـ : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) [الكهف : ١٨] فاعتبر ظاهره دون تأول.
وحمله غيره على حكاية الحال.
(ص)
وبعد مجرور المضاف المقتضى |
|
زائدا انتصابه به رضى |
أبو سعيد نحو (زيد معطى |
|
أبيك سؤله بغير سخط) |
وغيره أضمر ناصبا وفى |
|
تابع مجرور المضاف يقتفى |
وجهين كلّ مضمر فى النّصب ما |
|
ينصبه شبها لما تقدّما |
(ش) إذا كان اسم الفاعل من فعل يتعدى إلى مفعولين أو ثلاثة فأضيف إلى واحد نصب ما سواه.
فإن كان اسم الفاعل بمعنى المضى فالنصب بفعل محذوف.
وأجاز السيرافى نصبه باسم الفاعل مع كونه بمعنى المضى لأنه اكتسب بالإضافة إلى الأول شبها بمصحوب الألف واللام وبالمنون.
ويقوى ما ذهب إليه السيرافى قولهم : «هو ظانّ زيد أمس فاضلا» ؛ فإن «فاضلا» يتعين نصبه بـ «ظانّ» لأنه إن أضمر له ناصب لزم حذف أول مفعوليه ، وثانى مفعولى : «ظانّ» وذلك لا يجوز ؛ لأن الاقتصار على أحد مفعولى «ظنّ» لا يجوز.
والهاء من قولى :
وغيره أضمر ناصبا ... |
|
... |
عائدة إلى أبى سعيد السيرافى.
والإشارة إلى نحو : «زيد معطى أبيك أمس سؤله».
فيتعين عند غير السيرافى أن يكون التقدير : أعطاه سؤله.
__________________
ـ فأعمل «باسط» فى «الذراعين» وهو ماض ومن ذلك ما حكاه عن العرب : هذا مار بزيد أمس فأعملوه فى الجار والمجرور ومن ذلك قولهم هذا معطى زيد درهما أمس ومن ذلك قوله سبحانه : (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً) ومن ذلك : هذا الضارب زيدا أمس تعمله إذا كان فيه الألف واللام لا محالة. والجواب أما الآية الأولى وهى قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) فحكاية حال ماضية.
ينظر : شرح المفصل (٦ / ٧٧).