ولاية نامق باشا الكبير
كان هذا الوالي مدركا للأمور كما نعته بعض المعاصرين من العراقيين ، ومهابا في أعين الناس يتكلم الفرنسية بإتقان ، وكان لا يداهن في أمور الحكومة ، مقداما في الحروب ، عاقلا ، حازما.
أتته الوزارة في صفر ، وفي آخر هذا الشهر جاءه الفرمان من السلطان بالحكومة التامة وأنه وال على العراق من الموصل إلى البصرة ، وأطراف بغداد ، يولي عليها من شاء من قبله لا من قبل الدولة.
وقد هنأه الأستاذ عبد الباقي العمري بقصيدة.
جاء في تاريخ جودت باشا أنه كان من المعمرين ، وهو في عصرنا من أفاخم مشيري السلطنة. ولد سنة ١٢١٩ ه. تقدم في المناصب العسكرية بسرعة حتى نال في ١ شعبان سنة ١٢٦٥ ه منصب المشيرية لفيلق العراق والحجاز. ثم إنه في أوائل سنة ١٢٦٨ ه حصل على منصب الولاية ببغداد فجمعت فيه العسكرية والملكية معا .. فكانت هذه ولايته الأولى في بغداد.
وبقي فيها إلى ٢٩ شوال سنة ١٢٦٩ ه فعين في هذا التاريخ لمشيرية المدفعية العامرة ، فعاد إلى استنبول وهو المعروف بـ (نامق باشا الكبير). ولم يذكر هذا المؤرخ شيئا من أعماله ببغداد (١) ..
نفي وتبعيد
سير مع الوالي المعزول وجيهي باشا سبعة رجال نفوا مقيدين. أرسلوا إلى استنبول ، فكان ذلك باكورة أعماله ، ومن هؤلاء مشايخ العشائر :
__________________
(١) تاريخ جودت باشا ج ١٢ ص ١٩٣ وفيه تفصيل.