اعتبر لها طريق آخر في استيفاء الرسوم. فإن البصرة لم تكن مغروسة بأجمعها وبصورة متصلة وبعضها لم تغرس نخيلا ، وإنما نرى فيها أشجارا ومحاصيل أخرى .. ومثل هذه وجب أن تنفرد بحكم ولكن الوالي لم يرجع إلى الخرص بوجه ، وإنما قدّر على النخلة الواحدة من (٤٠) بارة إلى ٣ قروش بصورة متفاوتة ، وعيّن لها مقطوعا (١) ..
وبذلك انتظم أمر النخيل بصورة لا تدعو إلى تذمر.
الفيلية ـ إيران :
بعض أهل الشقاوة من هذه العشيرة تجاوز الحدود إلى ما بين شهربان وقزلرباط في الجبال هناك ، فصادفوا رئيس الخيالة راغب أفندي ومعه نفر ضبطية جاؤوا لأخذ المحبوسين ، فأطلقوا عليهم النيران ، جرحوا الرئيس وسلبوا أسلحته. أخبر بذلك مدير ناحية قزلرباط (السعدية) فجهزت العساكر لتعقيبهم نحو ١٥ ساعة ، فمضى أولئك إلى الحدود فوصلوا إليهم قربها فجرح منهم أربعة واستعيدت منهم المنهوبات ، وأخذت منهم ثمانية من الحيوانات إلا أنه لم يتيسر القبض على واحد منهم.
وكان قد هاجم قبل أيام ٣٥ شخصا من قبيلة ملكشاهي من الفيلية مزارع قرية زرباطية ، وسلبوا ونهبوا ، ومن ثم تعقبوهم فقتل اثنان منهم وجرح البعض ، واستردت الأموال المنهوبة. وهؤلاء مضوا إلى الحدود فنجوا (٢) ..
وكانوا قد هاجموا ربيعة في أنحاء خانقين فانتهبوا أموالهم ومواشيهم ، وقتلوا الكثيرين منهم حتى أنهم أحرقوا ولدي شيخ ربيعة
__________________
(١) تبصره عبرت ص ١٠٠. وفي (كتاب النخل) فصلت الرسوم.
(٢) الزوراء عدد ١٣ في ١ جمادى الآخرة سنة ١٢٨٦ ه.