كاملة .. فلما وصل الفريق سامح باشا إلى الديوانية بقي شهرا لم يقم بعمل ما ، ولا زوال أمرا فحمل العربان هذا إلى أنه خائف محترس ، ومن ثم أخذوا في الاشتباك مع الجيش ومحاصرة البعض منهم في قلاعهم .. وضيقوا أنفاسهم ..
وكانت هذه العشائر من الخزاعل (١) القاطنين هناك ومن بني حكيم والجبور والبو سلطان (٢) وغيرهم. فقاموا في محاصرة نفس الديوانية التي تجمعت فيها القوة .. ولم يكتفوا بذلك بل انتهبوا المعدات والمؤن المرسلة من جهة الحلة على طريق الفرات ، فصارت الحالة تكتسب وخامة وأهمية ، اتخذوا ذلك وسيلة فقطعوا الطرق ، ودمروا الأسلاك البرقية ، ولم يعد في الإمكان أخذ الأخبار ..
فلو دام الحال إلى أكثر من ذلك ازدادت الوخامة سوءا إذ لم يبق في بغداد جند أكثر من فوجين من المشاة والمدفعية ، ولم يعد في الإمكان إمداد الجيش بعساكر كافية الأمر الذي دعا مدحت باشا أن يذهب بنفسه فاختار نحو ٣٠٠ جندي من الفوجين المذكورين وأخذ معه يحيى بك المقدم الركن الذي كان آنئذ (في بغداد) ..
أما الديوانية فكانت تبعد عن بغداد ٣٢ ساعة ، وبينهما الحلة ، فلما وصل مدحت باشا إلى الحلة رأى أن الفريق سامح باشا وناصر باشا وأمير اللواء أحمد باشا وكثيرا من الضباط والأمراء كانوا يفكرون فيما يجب أن يعرف عن أخبار المحصورين في الديوانية ويتطلعوا إلى ما هناك إذ ورد طاهر بك (٣) رئيس أركان الحرب للفرقة التي هناك استعانة
__________________
(١) الخزاعل في كتاب العشائر ج ٣ ص ٢٤٥.
(٢) بنو حكيم في كتاب العشائر ج ٤ والجبور في ج ٣ ص ٨٨ والبو سلطان في ج ٣ ص ٣٦.
(٣) صار طاهر باشا.