يطيعون رؤساءهم وشيوخهم دون أن يعلموا السبب.
قالوا : وهؤلاء الشيوخ هم أصل الفتن .. خصوصا أن ما وقع في الديوانية من قتل الجيش والمتصرف كان سببه الشيخ دنان رئيس عفك ، والشيخ بدوي رئيس الدغارة ، فهؤلاء كانت بذمتهم أموال أميرية كثيرة ، ولم يقدموها بل حاولوا إثارة القلاقل ليسلموا من ذلك مما دعا إلى وقائع مؤلمة من الطرفين .. فقد ساقوهم إلى الثورة ..
أما الوزير فإنه أبقى في الهندية قسما من الجيش ومضى الباقون إلى الديوانية ، وأعلن العفو العام عن الأهلين ، وجعل هدفه الرؤساء المذكورين ، وأن يتحرى عن أفراد الجيش والمدافع والمعدات فتمكن من استعادة الكثير منها ، ومن أفراد الجيش وعودتهم .. أما الرؤساء دنان وبدوي فقد فرّا ، ولكن شيخ المنتفق ناصر باشا بذل الهمة ، فألقى القبض عليهما ، وأجريت المحاكمة في المجلس العسكري وحكم عليهما بالإعدام لما ارتكبوا من أعمال ضد الجيش .. فصلبا على جسر الديوانية .. وبعض الرؤساء من عشائر الديوانية أيضا ألقي القبض عليهم ، فنفوا إلى روم ايلي ..
وبذلك انتهت واقعة الدغارة. وفي هذه الواقعة أبدى كل من ناصر باشا وأخيه منصور باشا من الخدمات الحسنة ، والهمم العظيمة ما يستحقان عليه كل تقدير لدى الوالي مدحت باشا.
ومما يذكر أن شيخ عشائر شمر الشيخ عبد الكريم كان قد ورد بغداد كما تقدم ، وجاء إلى الوزير وهو في الديوانية بداعي أنه جاء لمعاونة الحكومة في تسكين الثورة إلا أنه وجدها قد هدأت ، وانتهت الحالة بسلام .. أما الوزير فإنه اشتبه من وضعه ، ولكنه لم يبد شيئا ينفره ، أو أن ذلك فسر بما سيقع .. فأخذه معه وعاد إلى بغداد في