اتفاقا في بيان خطر الوضع إذا بقي بعيدا عنهم ، وكل واحد منهم قدم بعض المقدمات ، فخوفوا الوالي ، وتمكنوا من إمالته.
وفي ٢٧ رمضان (١) ليلة الجمعة بعد التراويح نفذوا ما عزموا عليه ، فباشر قتله السلحدار ضربه بـ (طبانجة) ويقال لها (فرد) أو قربينة. فقتل على حين غرة ، وبقيت جنازته مطروحة على الأرض في الميدان مدة ٢٤ ساعة مكشوفة العورة ، ثم غسل وكفن ودفن في المدرسة العلية (٢). وله جامع باسمه في كركوك يسمى (جامع ابن النائب) لا يزال عامرا إلى هذه الأيام ذكرته في كتاب المعاهد الخيرية.
والظاهر أنه عاد إلى ظلمه ، فنفر منه الأهلون والموظفون ومن هنا داهمه الخطر ، وإلا فقد اختير كتخدا آخر من المماليك ولم يقصدوا القضاء عليه لينالوا منصبه. ولا شك أن الأستاذ سليمان فائق كان عارفا بالحالة جيدا.
آل النائب :
لا تزال هذه الأسرة في الحلة وبغداد وكركوك وهم أمويون. رأيت لهم بعض الفرامين المشعرة بذلك ، وابن النائب يعد من أدباء العربية والتركية ، وله ديوان في العربية والتركية. ولا يزال يحفظ له أهل كركوك وإربل مقطوعات مختارة منه. وهو كاتب مبدع (٣) و (آل عبد الوهاب النائب) غير هؤلاء.
__________________
(١) ذكرها الآلوسي في نسخته ، ولم تكن سنة ١٢٤٧ ه كما يفهم من نص مرآة الزوراء وهو الأصوب.
(٢) مرآة الزوراء ص ١٥٥ وهامش مطالع السعود.
(٣) في (تاريخ الأدب التركي في العراق) أوضحت عنه كما في تاريخ الأدب العربي في العراق أيضا. ونشرت مقالة في حياته في مجلة (الحديث) في كركوك.