أحمد آغا كهية بغداد :
اختير لهذا المنصب أحمد آغا ، وكان في أيام داود باشا ، وشوهدت منه خدمات .. إلا أنه لم تتوفر له وسائل الإدارة ليتولى مصالحها كافة ويستطيع القيام بالمطلوب لما هناك من خطر ذاقه سلفه. تبين له الأمر بوضوح فزاول المهمة باحتراس زائد ، ولم يتوغل حذرا من الوقيعة (١) ..
ويلاحظ هنا أن هذا الكتخدا استقر في وظيفته هذه مدة .. ثم توفي فصار مكانه أحد مماليكه (الحاج أحمد آغا) المشهور ، فظلم ما شاء أن يظلم. ومن هذا نرى الإخفاق في الإدارة أدى إلى أن التجأت الحكومة إلى المماليك. فأعادوا نفوذهم ، ولم يحصل تجدد.
هذا ، وإن أحمد آغا الأول والد الحاج حسن الكولهمن ومن أولاده كامل وكمال ومنهم مدحت وتوفي. وبنات تزوج إحداهن الحاج محمد رفعت وكان قبل احتلال بغداد قائد المركز (رتبة عسكرية مهمة) نالها في الحرب الأولى. ورتبته الأصلية بكباشي أي (مقدم). وهو والد الدكاترة أكرم وبسيم ونهاد المعروفين. وإن الحاج أحمد آغا من مماليك أحمد آغا الأول. توفي بلا عقب. ويضرب المثل بظلمه وقسوته تنقل حكايات كثيرة عن قسوته.
تقليل الجيش
في السنة التالية للطاعون وجد أن قد نهب العشائر المقاطعات ، واستقلوا بإدارتها ، ولم تبق بذور تزرع. تعطلت المقاطعات ، وأن واردات البصرة بقيت بيد المتغلبين ، وكانت آنئذ عدة الجيش نحو عشرة
__________________
(١) مرآة الزوراء ص ١٥٥.